ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لمعات | 20
(9-26)

نعم، نشاهد في الربيع في وجه الارض فعالية حكيمة بصيرة كريمة، وصنعة خارقة في آن واحد في كل مكان بطرزٍ واحد في كل فرد وبإتقان ممتاز في جود مطلق بانتظام مكمّل في سرعة مطلقة بابراز خوارق منتظمةٍ، في سهولة مطلقة في وُسعة مطلقة، فما هذه الفعالية الاّ خاتمُ مَن؛ كما انه ليس في مكانٍ، هو في كل مكان، حاضر ناظر بقدرته وعلمه لايؤوده شئ ولايستعين بشئ..
اللمعة السابعة:
انظر! كما يُشَاهَدُ على صحيفة الارض، ويُتراءى على اقطار السموات والارض خاتمُ الاحد الصمد، كذلك يشاهَدُ على (مجموع العالم) خاتم التوحيد واضحُ النقش بدرجة كُبره؛ اذ هذا العالم كالقصر المحتشم، كـ(الفابريقة)(3) المنتظمة،كالبلد المكمل، فيما بين اجزائه - كاجزائها وافرادها - معاونة حكيمة ومجاوبة كريمة؛ اذ يَسرَعُ بعض الاجزاء لمعاونة بعض، في الطرق الطويلة المعوَجّة بلا انحراف وبانتظام، وفي وقت الحاجة، ومن حيث لايحتسب. فانظر تَرها قد مدَّ بعضٌ يَدَ المعاونة لحاجة بعض. وفي هذا التعاون تجاوبٌ بـ: لبيك لبيك! بألسنة الاحوال لأسئلة الأغيار والامثال.. قد اخذ بعضٌ يَدَ بعضٍ فيسعون ويعملون بالانتظام يداً في يد، ويَخدمُونَ ذوي الحياة رأساً مع رأس، ويتوجهون الى غاية، ويطيعون مدبّراً واحداً كتفاً بكتف.
فانظر الى دستور (التعاون) كيف يجري من الشمس والقمر ومن الليل والنهار ومن الصيف والشتاء، الى سعى النباتات لإمداد الحيوانات بحمل ارزاقها واخذها من خزينة الرحمة.. ثم إمداد الحيوانات للبشر للخدمة، حتى النحل والدود يأخذان العسل والحرير من خزينة الرحمن، ويوصلانهما الى الانسان.. ثم امداد الذّرات الغذائية للثمرات، مع تخالف اغذيتها، وامداد المواد الطعامية لتغذية حجيرات البدن بكمال الانتظام والعناية والحكمة!.
-----------------------

(3) المعمل او المصنع.

لايوجد صوت