ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لمعات | 19
(9-26)

خلط، بلا غلط ولاسقط، خاتمٌ خاص بمَن له قدرة بلانهاية وعلم محيط..
وكذا كتابةُ ثلاثمائة ألف كتاب مختلفة بل ازيد في صحيفة سطح الارض؛ مختلطةً لكن في نهاية الانتظام بلا سهو ولا مزج، ومشتبكةً لكن في نهاية الانتظام بلا نقص ولا بخس، وممتزجةً لكن في نهاية التمييز والتشخيص بلاقصور ولافطور!.. سكةٌ خاصة بمن: بيده ملكوت كل شئٍ، وبيده مقاليد كل شئ، ولايُشغله شئٌ عن شئٍ.
فيا من يستبعد الحشر مستنكراً له! انظر كيف ترى في كيفية إحياء الارض مائة ألف امثلته واشاراته في ستة اسابيع!.. فمَثلُك في استبعادك الانكاري، كمثل:
مَن يرى ذاتاً ذا معجزات يكتب في آن واحد في صحيفة واحدة كتباً كثيرة مندرسةً بقيت(1) في حافظته، او يؤلفها جديدةً امثال المندرسة، فقيل له: سيَكتب هذا الكاتبُ كتابك الذي هو الّفه فمَحاه الماءُ، في صحيفة في طرفة عين. فقال: كلاّ، كيف يمكن كتابة كل ما اندرس من حروفاته في آن واحد؟! فقاس الكاتبَ الحفيظَ القديرَ ذا الاعجاز على نفسه الجاهلة العاجزة..
ومَنْ يقول لمن يرفع الجبال - بالاشارة - لإظهار عظمته او سلطنته: هو لايرفع هذه الصخرة العظيمة التي سَدّت الطريق على المسافرين الذين دعاهم الى بستان نِعَمِهِ!.. ما هو الاّ مجنون أبله.
نعم، للربوبية في هذا التصرف العظيم الربيعي خاتمٌ عالٍ عظيم دقيق النقش، هو الاتقان المطلق في الانتظام المطلق، في الجود المطلق في الوُسعة(2) المطلقة، في السرعة المطلقة في السهولة المطلقة، في الامتياز المطلق مع الاشتباك المطلق. فهذا الخاتم يختص بمن لايمنعه فعلٌ عن فعل، ولايغيب عنه شئ، ولايثقل عليه شئ.
--------------------

(1) في الاصل: بقت . وهي صحيحة على لغة طئ لانهم يرجعون ماضي الافعال الثلاثية المعتلة الى وزن (فعل) بفتح العين. الاّ اننا جعلناها (بقيت) المستعملة كما وردت في (اشارات الاعجاز).
(2) الوسعة والسعة والتوسعة بمعنى: الاتساع.

لايوجد صوت