مُحكمة بحكمة.. وان هذه المخلوقات التي هي ثمرات الرحمة ومعجزات القدرة وكلمات الحكمة، بلسان انتشارها الحكيم، مع المماثلة في الاشخاص، وبلسان توطنها في الاطراف المتباعدة، بتوزيع ٍعجيب حكيم مع المشابهة في الافراد.. تشهدان على ان المحيط والمحاط والمزارع والبذور، في قبضة تصرف صانع واحد. فكل نوع وكل عنصر يشهد لكلٍ وللكل؛ بانكم مالُ مَنْ، أنا مالُهُ!. فيصير كل زهرة وكل ثمرة وكل حيوان وحُوينة سكةً ناطقة وخاتماً متكلماً وطرةً متلفظة بلسان انتظام الحال وحكمة المآل؛ بأن هذا المكان: مُلك مَنْ أنا ملكه!. وصُنعُ مَنْ أنا صنعُه!. ومكتوبُ مَنْ أنا حرفه!. ونسجُ مَن أنا نقشه!...
فعلى هذا، فكما ان التصرف الحقيقي في ادنى مخلوق، والربوبية على اضعف موجود يختصان بمَن دَخَل في قبضة تصرفه جميعُ العناصر.. كذلك ان تدبير اي عنصر كان وتدويره، يختص بمَن يربّي جميع الحيوانات والنباتات ويدبّرها ويأخذها في قبضة ربوبيته سبحانه!.. فهذا خاتم توحيد يبصره مَن لم يكن في عينه غين(1) وعلى قلبه رَين.
ايها المتفرعن! جرّب نفسك هل تقدر ان تملك شيئاً من الكون؟.. فاذهب واستمع مايقول كل فرد جزئي. اذ يقول بلسان المِثلية: مَن تَملَّك مجموع نوعي يمكن ان يَدّعي التملُّكَ عَليّ والاّ فلا.. ثم اذهب الى النوع تَر كُلَّ نوع ٍيقول بلسان الانتشار: مَن تملّك الارض ظهراً وبطناً يمكن له ان يَدّعي التملك علي والاّ فلا .. ثم اذهب الى الارض تَرَها تقول بلسان التساند بينها وبين اختها السماء: مَن تملَّك مجموع الكائنات يمكن له ان يدّعي التملك علي والاّ فلا.
اللمعة العاشرة:
------------------
(1) المقصود: غشاوة.