فانظر اليه من جهة وظيفته؛ تَرَه برهانَ الحق وسراجَ الحقيقة وشمس الهداية ووسيلة السعادة..
ثم انظر اليه من جهة شخصيته تره مثال المحبةِ الرحمانية، وتمثال الرحمة الربانية، وشرفَ الحقيقة الانسانية، وأنورَ أزهرِ ثمراتِ شجرة الخلقة.
ثم انظر كيف احاط نورُ دينه بالشرق والغرب في سرعة البرق الشارق، وقد قَبِل بإذعان القلب قريبٌ من نصف الارض ومن خُمس بني آدم هديةَ هدايته بحيث تُفدي لها ارواحها.
فهل يمكن للنفس والشيطان ان يناقشا بدون مغالطة في مدّعيات مثل هذا الشخص، لاسيما في دعوىً هي اساس كل مدعياته وهو (لاإله إلاّ الله) بجميع مراتبه؟..
الرشحة السابعة:
فان شئت ان تعرف ان ما يحرّكه، انما هو قوّة قدسية. فانظر الى إجراآته في هذه الجزيرة الواسعة! ألا ترى هذه الاقوام الوحشية في هذه الصحراء العجيبة، المتعصبين لعاداتهم، المعاندين في عصبيتهم وخصامهم، القاسية قلوبُهم بدرجة يدفن احدُهم بنتَه حيةً بلا تأثّر! كيف رفع هذا الشخص جميع اخلاقهم السيئة والوحشية، وقلعَها في زمان قليل! وجهّزهم باخلاق حسنة عالية، فصيّرهم معلمي العالم الانساني واساتيذ(1) الامم المتمدنة. فانظر ليست سلطنته على الظاهر فقط، بقوة الخوف كسائر الملوك، بل ها هو يفتح القلوب والعقول، ويسخِّر الارواح والنفوس حتى صار محبوبَ القلوب ومعلم العقول ومربي النفوس وسلطان الارواح.
الرشحة الثامنة:
----------------------
(1) جمع استاذ.