ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 36
(27-56)

فان شئت فاستمع من لسانه امثال: ﴿اذا الشَّمسُ كُوِّرَتْ﴾و ﴿اذا السَّماءُ انْفَطَرَتْ﴾و ﴿اذا زُلْزِلَتِ الارضُ زِلْزالَهَا﴾و ﴿القَارِعَةُ﴾.. وكذا يخبر بتحقيقٍ عن استقبال؛ ليس الاستقبال الدنيوي بالنسبة اليه الا كقطرةِ سرابٍ بلا طائلٍ بالنسبة الى بحر بلا ساحل.. وكذا يبشّر عن شهودٍ بسعادةٍ؛ ليست السعادة الدنيوية بالنسبة اليها الا كبرقٍ زائل بالنسبة الى شمس سرمدية.
نعم، تحت حجاب هذه الكائنات - ذات العجائب - عجائبٌ، تنتظرنا وتنظر الينا. ولابد لاخبار تلك العجائب والخوارق شخصٌ عجيب خارق يشاهِد ثم يشهَد، ويبصُر ثم يُخبر. نعم، نشاهد من شؤونه واطواره انه يشاهد ثم يشهَد فينذر ويبشّر. وكذا يخبر عن مرضيات رب العالمين ومطالبه منّا وهكذا.. من عظائم مسائل لامفرّ منها، وعجائب حقائق لامنجأ منها، ولا سعادة بدونها.
فيا حسرةً على الغافلين! وياخسارةً على الضالين! وياعجباً من بلاهة اكثر الناس! كيف تَعامَوا عن الحق وتصامّوا عن هذه الحقيقة! لا يهتمون بمثل هذا الذات في عجائبه، مع ان من شأن مثله ان تُفدى له الارواحُ ويُسرع اليه بترك الدنيا وما فيها.
الرشحة الحادية عشرة:
اعلم ! ان هذا الشخص، المشهود لنا بشخصيته المعنوية، المشهور في العالم بشؤونه العلوية؛ كما انه برهانٌ ناطقٌ صادقٌ على الوحدانية، ودليلٌ حقٌّ بدرجة حقانية التوحيد.. كذلك هو برهان قاطع ودليل ساطع على السعادة الابدية؛ بل كما انه بدعوته وبهدايته سببُ حصول السعادة الابدية ووسيلة وصولها.. كذلك هو بدعائه وعبوديته سببُ وجود تلك السعادة ووسيلة ايجادها.
فان شئت فانظر اليه وهو في الصلاة الكبرى، التي بعظمة وُسعَتها صيّرت هذه الجزيرة، بل الارض، مصلين بتلك الصلاة الكبرى.. ثم انظر انه يصلي تلك الصلاة بهذه الجماعة العظمى،

لايوجد صوت