ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 55
(27-56)

ان كان امراً ونهياً فقد يتضمن الارادة والقدرة بحسب درجة المتكلم، فتتضاعف علويته وقوته.
نعم اين صورة امر فضولي ناشئٌ أمره من اماني التمني وهو غير مسموع ؟ واين الامر الحقيقي النافذ المتضمن للقدرة والارادة ؟ فانظر اين ﴿يَااَرْضُ ابْلَعي مَاءكِ وياسَماءُ اقْلِعي﴾ (هود:44) ﴿فَقَالَ لَهَا ولِلارْضِ ائتيا طَوْعَاً اوْ كرهاً قَالتآ اتَيْنَا طآئِعينَ﴾ (فصلت:11) واين خطاب البشر للجمادات بصورة هذيانات المبرسمين في المرض: اسكني يا ارض وانشقي يا سماء وقومي ايها القيامة) ؟. وكذا، اين امر امير مطاع لجيش عظيم مطيع بـ (آرش!..) واهجموا على اعداء الله، واين هذا الامر اذا صدر من حقير لا يُبالى به وبامره؟ اين ﴿اذَا ارَادَ شيئاً انْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس:82) واين كلام البشر ؟ وكذا اين تصوير مالكٍ حقيقي، وآمر مؤثر امره، ونافذ حكمه ؟. وبيان صانع وهو يصنع، ومنعم وهو يحسن قد شرع في آن الصنعة والاحسان يصور افاعيله، يقول فعلت كذا وكذا، وافعل هذا وذاك. انظر الى ﴿افَلَمْ يَنْظُروُا الى السَّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاها وزَيَّنَّاها ومَالَها مِنْ فُرُوجٍ  والاَرْضَ مَدَدْنَاهَا واَلْقَيْنَا فيهَاَ رَوَاسِي وانْبَتْنَا فيها مَنْ كُلّ زَوْجٍ بَهيجٍ  تبصِرةً وذكرى لِكُلِ عَبْدٍ منيب  ونَزَّلْنَا مِنَ السَّمآء مآءً مُبَارَكاً فَاَنْبَتْنَا بِه جَنَّاتٍ وحَبَّ الْحَصيد  والنّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضيد  رِزقاً لِلعبادِ واحْيَينا بِهِ بَلدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الخُروجُ﴾ (ق:6-11). ثم اين تصوير فضولي في بحثه عن افاعيل لا تماس له بها؟ نعم اين اعيان النجوم.. ثم اين تماثيلها الصغيرة السيالة - التي لا هي موجودة ولا معدومة - المرئية في الزجيجات؟ نعم اين ملائكة كلمات كلام خالق الشمس والقمر الملهمة لانوار الهداية.. ثم اين زنابير مزوّرات البشر النفاثات في عقد الهوسات؟ نعم اين الفاظ القرآن التي هي اصداف جواهر الهداية، ومنبع الحقائق الايمانية،

لايوجد صوت