ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | رشحات | 53
(27-56)

الحاصل: ان القرآن يبحث عن معاني كتاب الكائنات ودلالاتها، اما الفلسفة فانما يبحث عن نقوش الحروف ووضعياتها ومناسباتها. ولا تعرف ان الموجودات كلماتٌ تدل على معانٍ. فان شئت ان ترى فرق حكمة الفلسفة، وحكمة القرآن فراجع ما في بيان آية ﴿وَمَنْ يُؤتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ اوُتِيَ خَيْراً كَثيراً﴾ (1).
النكتة الخامسة :
[تحال الى الانوار الثلاثة من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين (المعجزات القرآنية) حيث تتضمن هذه النكتة آيات كثيرة جداً والمقام هنا ليس مقام ايضاح](2).

النكتة السادسة:
اعلم! انه يفهم من هذه النكتة السابقة ان القرآن انما ينظر الى وجوه دلالات الآثار على افعاله تعالى، والى وجوه اظهار الافعال لاسمائه سبحانه، والى صور انصباب الافعال الى الاسماء او جريانها من الاسماء، والى وجوه احاطة الاسماء التي هي اشعة الصفات بالاشياء.
الحاصل: ان القرآن انما ينظر من الموجودات الى وجوهها الناظرة الى فاطرها. واما الفلسفة فانما تنظر من الموجودات الى وجوهها الناظرة الى انفسها واسبابها، وغايتها الناظرة الى مصالح جزئية فلسفية اوصنعوية. فما اجهل من اغتر بالفنون الفلسفية، وصيرها محكاً لمباحث القرآن القدسية. ولقد صدق من قال: (ان الفنون جنون كما ان الجنون فنون) .
--------------------

(1) البقرة: 269 وبيان الآية الكريمة في الكلمة الثانية عشرة.
(2) هذه النكتة الخامسة موجودة بكاملها في الرسالة الاخيرة (انوار من نجوم القرآن).

لايوجد صوت