ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لاسيما | 60
(57-79)

أقمصةً متجددة، منتظمة طرية لاتشففها الشمس وحُللا خضرة متزينة موزونة بكمال السهولة والسرعة بلا كلفة ولا معالجة. فسبحان مَن: ﴿انَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئاً أنْ يقولَ لهُ كُنْ فيكونُ  فَسُبحانَ الَّذي بيدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيءٍ واليهِ تُرجَعونَ﴾(يس:82-83).
اعلم! ان للاحد الصمد على كل شئ سكةً وخاتماً وآيةً، بل آياتٍ تشهد بأنه له وملكُه وصُنعه. فان شئت فانظر - مما لايحد ولايعد من سكات أحديته وخواتم صمديته - الى هذه السكة المضروبة على صحيفة الارض في فصل الربيع بمرصاد هذه الفقرات الآتية المتسلسلة المتعانقة المتداخلة، لترى السكةَ كالشمس في رابعة النهار، وهي:
انا نشاهد في صحيفة الارض ايجاداً بديعاً حكيماً: في جُودٍ واسع عظيم في سخاوة مطلقة في اتقان مطلق، في سهولةٍ مطلقة في انتظام مطلق، في سرعة مطلقة في اتزان مطلق، في وُسعة مطلقة في حُسن صُنع مطلق، في رخيصيةٍ مطلقة وقيمته في غلو مطلق، في خِلطة مطلقة في امتياز مطلق، في بُعدةٍ مطلقة في اتفاق مطلق، في كثرة مطلقة في أحسن خلقة.
على أن كلاً من هذه الفقرات بانفرادها تكفي لاظهار السكة؛ اذ:
نهاية السخاوة نوعاً مع غاية الاتقان وحسن الصنعة في فردٍ فردٍ، تختص بمَن لا يُشغلهُ شئ عن شئ، وله قدرة بلا نهاية.
وكذا ان نهاية السهولة مع غاية الانتظام، تختص بمن لا يُعجزه شئ، وله علم بلا نهاية.
وكذا ان نهاية السرعة مع غاية الاتزان والموزونية، تختص بمن استسلم كل شئ لقدرته وأمره.

لايوجد صوت