ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لاسيما | 61
(57-79)

وكذا ان نهاية وُسعة التصرف - بانتشار النوع - مع غاية حسن صنع كل فردٍ فرد، تختص بمن ليس عند شئ، وهو عند كل شئ بقدرته وعلمه.
وكذا ان نهاية الرخيصية والمبذولية مع غاية غلوّ قيمة الفرد باعتبار الصنعة تختص بمَن له غَناء بلا غاية وخزائن بلا نهاية.
وكذا ان نهاية الاختلاط والاشتباك - في افراد الانواع المختلفة - مع غاية الامتياز والتشخيص بلا مَرْج(1) ومزج وبلا خلط وغلط، تختص بمن هو بصير بكل شئ، وشهيد على كل شئ لايمنعه فعل عن فعل، ولايختلط عليه سؤال بسؤال.
وكذا انّ الفعالية؛ مع نهاية التباعد بين الافراد المنتشرة في اقطار الارض، مع غاية التوافق في الصورة والتشكيل والايجاد والوجود، حتى كأن افراد كل نوع نوع منتظر أمراً يخصّها من مدبرٍ واحد، تختص بمن الارض جميعا في قبضةِ تصرّفه وعلمه وحكمه وحكمته.
وكذا ان نهاية الكثرة في افراد النوع مع غاية مكملية خلقة فردٍ فردٍ وحسن ايجاد جزءٍ جزءٍ، تختص بالقدير المطلق الذى تتساوى بالنسبة اليه الذرات والنجوم والقليل والكثير.
على أن في كل فقرة آيةً اخرى على صنع القدير المطلق وهي التضاد بين السخاوة والاتقان الاقتصادي، وبين السرعة والموزونية، وبين الرخيصية وغلو القيمة، وبين الاختلاط الاطم والامتياز الاتم... وهكـذا.
فاذا كان كل فقرة بانفرادها كافيةً لاظهار خاتم الاحدية، فكيف اذا اجتمعت متداخلة متآخذة في فعالية واحدة؟!.. ومن هذا ترى سر:﴿ولَئِن سَألتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والارضَ لَيَقُولُنَّ الله﴾(الزمر:38) اي: ان المنكِر المتعنّد اذا سُئل منه - بتنبيه عقله - يضطر لان يقول: الله ..
-----------------------

(1) مَرَج الشئ بالشئ : خَلَطَه.

لايوجد صوت