ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لاسيما | 64
(57-79)

لاسيما: اذا كان له كرم عظيم يقتضي الاحسان، وعزة عظيمة تقتضي الغيرة..
ولاسيما: اذا كان له رحمة واسعة تقتضي فضلا يليق بوسعة رحمته، وله جلالُ حيثيةٍ تقتضي تربية مَن يستخف به، ولايوقّره..
ولاسيما: اذا كان له حكمة عالية، تقتضي حماية شأن سلطنته بتلطيف الملتجئين الى جناحه، وله عدالة محضة تقتضي محافظة حشمة مالكيته بمحافظة حقوق رعيته..
ولاسيما: اذا كان له خزائن مشحونة مع سخاوة مطلقة، تقتضي وجود دار ضيافة دائمة، وتقتضي دوام وجود محتاجين بأنواع الحاجات فيها. وكذا له كمالات مستورة تقتضي التشهير على رؤوس المشاهدين المقدرين المستحسنين. وكذا له محاسن جمال معنوي بلا مثل، وله لطائف حسن مخفي بلا نظير، تقتضي الشهود لحُسنه بنفسه في مرآة، والاشهاد لغيره، والاراءة بوجود مستحسنين متنزهين ومشتاقين متحيرين بل دوام وجودهم؛ اذ الجمال الدائم لايرضى بالمشتاق الزائل! ..
ولاسيما: اذا كان له شفقة رحيمة في اغاثة الملهوف، واجابة الداعي، بدرجة يُراعي أدنى حاجة من أدنى رعية تقتضي تلك الشفقة اقتضاءً قطعياً يقيناً، أن تُسعِف أعظم الحاجة من مقبول السلطان، وبالخاصة اذا كانت الحاجة عامة مع انها يسيرة سهلة عليه، ومع اشتراك العموم في تضرع مقبول السلطان.
ولاسيما: اذا شوهد من اجراآته آثار سلطنته في نهاية الاحتشام، مع أن مايرى من رعيته انما اجتمعوا في منزل معدّ للمسافرين، يُملأ ويُفرغ في كل يومٍ، وحضروا في ميدان امتحان يتبدل في كل وقت، وتوقفوا قليلاً في مَشهَر قد أُعد لاراءة انموذجات غرائب صنعة المَلك، ونمونات(1) احساناته؛ وهذا المشهر يتحول في كل زمان. فهذه

------------

(1) نماذج وعينات.

لايوجد صوت