ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لاسيما | 65
(57-79)

الحالة تقتضي بالضرورة أن يوجَد خلفَ هذا المنزل والميدان والمشهر وبعدَها قصورٌ دائمة ومساكن مستمرة وخزائن مفتحة الابواب مشحونة بجيدات اصول الانموذجات المغشوشات.
ولاسيما: اذا كان الملك في نهاية الدقة في وظيفة الحاكمية، بحيث يكتب ويستكتب أدنى حاجة وأهون عمل وأقل خدمة، ويأمر بأخذ صورة كل مايجري في ملكه ويستحفظ كل فعل وعمل. فهذه الحفيظية تقتضي المحاسبة، وبالخاصة في أعظم الاعمال من أعاظم الرعية.
ولاسيما: اذا كان الملك قد وعد وأوعد مكرراً، بما ايجادُهُ عليه هين يسير، ووجودُهُ للرعية في نهاية الاهمية، وخُلفُ الوعدِ في غاية الضدية لعزة اقتداره.
ولاسيما: اذا أخبر كل مَن ذهب الى حضور ذلك الملك، انه أعدّ للمطيعين والعاصين دار مكافأة ومجازاة، وانه يَعِد وَعداً قوياً ويُوعِد وعيداً شديداً، وهو أجلّ وأعز من أن يذل ويتنزل بخُلف الوعد، مع ان المخبرين متواترون قد أجمعوا على أن مدار سلطنته العظيمة انما هو في تلك المملكة البعيدة عنا. وما هذه المنازل في ميدان الامتحان الاّ مؤقتة، سيبدّلها البتة بقصور دائمة؛ اذ لايقوم مثل هذه السلطنة المستقرة المحتشمة على هذه الامور الزائلة الواهية المتبدلة السيالة.
ولاسيما: اذا أظهر ذلك المَلِك في كل وقت، في هذا الميدان المؤقت، كثيراً من أمثال ذلك الميدان الاكبر ونموناته. فيُعلَم من هذه الكيفية، أن ما يُشاهد من هذه الاجتماعات والافتراقات، ليست مقصودة لذاتها، بل انما هي تمثيل وتقليد لتؤخذ صورها، وتُركَّب وتُحفظ نتائجها، وتُكتب لتدوم. وتدور المعاملة في المجمع الاكبر، والمشاهدة في ذلك المحضر عليها، فتثمر الفانية صوراً ثابتة وأثماراً باقية.
ولاسيما: اذا أظهر ذلك الملك في تلك المنازل الزائلة والميادين الهائلة والمشاهر الراحلة؛ آثار حكمة باهرة، وعناية ظاهرة، وعدالة

لايوجد صوت