تكون مظهراً لحقيقة تلك العدالة؛ فلابد حينئذ لهذا الملك العادل والرب الحكيم ذي الجمال الجليل والجلال الجميل من جنة باقية وجهنم دائمة.
ولاسيما: أن لصاحب هذا العالم والمتصرف فيه بهذه الافعال، سخاوة وجوداً عظيماً، وخزائن مشحونة. ومن ظرائف ظروف تلك الخزائن هذه الشموس المملوءة من الانوار، وهاتيك الاشجار المشحونة من الاثمار، وهذه السخاوة السرمدية مع هذه الثروة الابدية تقتضيان وجود دار ضيافة أبدية، ودوام وجود محتاجين بأنواع الحاجات فيها؛ اذ الكرم بلا نهاية يقتضي الامتنان والتنعيم بلا نهاية؛ وهما يقتضيان قبول المنة والتنعم بلا نهاية؛ وهما يقتضيان دوام وجود الشخص المكْرَم عليه، ليقابل بدوامه في التنعم شكرَ المنة الدائمة، وإلاّ لانحصر مقابلة كل واحد في دقائق عمره الزائل، ولصار بحيث لايهتم بما لايرافقه، بل يتنغص عليه ذلك التنعم الجزئي ايضاً.
وكذا لفاعل هذه الافعال الحكيمة الكريمة كمالات مستورة. يفهم من تظاهره بهذه المعجزات المزينات، انه يحب أن يشهر تلك الكمالات على رؤوس الاشهاد المستحسنين المقدرين.
نعم، ان من شأن الكمال الدائم، التظاهر بالدوام، ووجود نظر المستحسن الدائمي.. فالناظر الذي لايدوم يسقط من نظر محبته قيمة الكمالات.
وكذا لصانع هذه المصنوعات الجميلات المليحات المزينات المنورات، محاسنُ جمالٍ مجرد معنوي بلا مثل، وله لطائف حسن مخفي يليق به بلا نظير؛ بل في كل اسم من أسمائه كنوز مخفية من جلوات ذلك الحسن المنزّه والجمال المجرد.
نعم! أين عقولنا وأين فهم جمال مَن: مِن بعض مراياه الكثيفة وجه الارض المتجددة التي تظهر وتصف لنا في كل عصر، بل في كل