ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لاسيما | 70
(57-79)

وبالخاصة اذا كانت الحاجة عامة بحيث يؤمِّن على دعاء ذلك الحبيب جميعُ الخلق بألسنةِ الاقوال والاحوال..
وبالخاصة اذا كانت مهمة عند كل شئ، لكونها سبباً لصعود قيمة الاشياء الى أعلى عليين، وبدونها تسقط قيمة كل شئ الى أسفل سافلين. فحينئذ يشترك في تضرع ذلك الحبيب جميعُ الموجودات بألسنة استعداداتها..
وبالخاصة اذا كانت مطلوبة لكل الاسماء المتجلية في الكائنات. نعم! تلك الحاجة كمخزن الغايات لتلك الاسماء ولكمالاتها في ظهورها باجراء أحكامها، فحينئذ تشفع جميع الاسماء عند مسمّاها لاسعاف حاجة ذلك الحبيب..
وبالخاصة اذا كانت تلك الحاجة كلمح البصر سهلة يسيرة على مالكها الكريم..
وبالخاصة اذا تضرع ذلك الحبيب بأنواع التضرعات الحزينة، متذللا بأنواع الافتقارات المشفعة، متحبباً بأنواع العبادات المقبولة. وقد اصطف خلفه مؤتمين به مؤمّنين على دعائه، جميعُ أفاضل ثمرات شجرة الخلقة من الانبياء والاولياء والاصفياء، وهو انما يطلب من ربه الكريم الجنة، والبقاء، والسعادة الابدية والرضاء.
فبالضرورة لايمكن بوجه من الوجوه أن يقبل جمالُ هذه الشفقة الشاملة المشهودة بآثارها، قبحاً غداراً بعدم قبول مثل هذا المطلوب المعقول، من مثل ذلك المحبوب المقبول!.. نعم كما ان ذلك الحبيب الذي هو مدار الشهود والاشهاد للشاهد الازلي رسولٌ؛ وبرسالته كاشفُ طلسم الكائنات، ودلاّل الوحدة في غمرات الكثرة، وسببٌ لوصول السعادة في الجنة.. كذلك عبدٌ؛ فبعبوديته كشافُ خزائن الرحمة، ومرآة ٌلجمال الربوبية، وسببٌ لحصول مدار السعادة، وسبب لوجود الجنة. فلو فُرض عدم جميع الاسباب الغير المحصورة المقتضية للجنة الاّ مثل هذا الطلب من مثل ذلك الحبيب، لكفى لإيجاد هذه الجنة

لايوجد صوت