ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 137
(80-146)

خاتمة
فى مسائل مشهودة متفرقة
المسألة الاولى:
اعلم: إني اقول مادمتُ حياً، كما قال مولانا جلال الدين الرومي قُدس سرّه:
من بندهء قرآنم اطر جان دارم من خاك راه محمد مختاره م(1)
لأني أرى القرآن منبع كلّ الفيوض، وما في آثاري من محاسن الحقائق ما هو الاّ من فيض القرآن. فلهذا لايرضى قلبي أن يخلو اثرٌ من آثاري من ذِكرِ نُبذٍ من مزايا اعجاز القرآن. ولقد ذكرتُ في [اللوامع](2) انواع اعجاز القرآن البالغة الى نيف واربعين نوعاً. أذكرُ هنا تبركاً مسألة فقط؛ هي هذه:
انظر الى مَن قال؟ ولمَن قال؟ ولِمَا قال؟ وفيمَا قال؟
نعم! ان مَنابع علو طبقة الكلام؛ وقوتَه وحسنَه وجماله اربعةٌ: المتكلم، والمخَاطَبُ، والمقصدُ، والمقامُ. لا المقام فقط.. كما ضلّ فيه الادباء. وكذا ان الكلام لفظُه ليس جسداً بل لباسٌ له، ومعناه ليس

-------------------------

(1) [مَادمتُ حياً فأنا خادم القرآن.. وانا تراب سبيل محمد المصطفى].
(2) المنشورة ملحقة بمجموعة (الكلمات).

لايوجد صوت