بحساب الاسباب والوسائط فجهالات، وان نُظر بحساب الله فمعارف إلهية..
واما الكلام:
فالاول: (اني لست مالكي) وان مالكي هو مالك الملك ذو الجلال والاكرام... فتَوهَّمْتُني مالكاً(1)، لأفهم صفات مالكي بالمقايسة. ففهمت بالمتناهي الموهوم، الغيرَ المتناهي. فجاء الصباح وانطفأ المصباح المتخيل..
الثاني: (الموت حق) فهذه الحياة وهذا البدن، ليسا بقابلين لان يصيرا عمودَين تُبنى عليهما هذه الدنيا العظيمة؛ اذ ما هما بأبديين ولا من حديد ولاحجر بل من لحم ودم وعظم، ومتخالفات توافقوا في ايام قليلة هم على جناح التفرق في كل آن.. فكيف يُبنى بالآمال قصرٌ يسع الدنيا على هذا الاساس الرخو الفاسد والعمود المدَوّد(2) الكاسد..
الثالث: (ربي واحد) : كل السعادات لكلِ واحدٍ هو التسليمُ لرب واحد. والاّ لاحتاج الى الارباب المتشاكسين من مجموع الكائنات؛ اذ لجامعية الانسان، له احتياجات الى كل الاشياء، وعلاقات معها، وتألمات وتأثرات، شعورياً وغير شعوري بكل منها، فهذه حالة جهنميّة. فمعرفة الرب الواحد الذي كل هذه الارباب الموهومة حجابٌ رقيق على يد قدرته هي حالة فردوسية دنيوية..
الرابع: ان (انا) نقطة سوداء، وواحد قياسي، التفّ على رأسه خطوط الصنعة الشعورية، تشاهَد فيها ان مالكه اقربُ اليه منه..
سيجي تفصيل هذه الجمل في خاتمة الباب الاول.
------------------------
(1) أي: توهمت اني مالك.
(2) المنخور.