ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 86
(80-146)

الجامدات بعضٌ لحاجة بعض.. وتساند المتباعدات المتفاوتات.. وبلسان الحكمة العامة.. والعناية التامة.. والرحمة الواسعة.. والرزق العام.. والحياة المنتشرة.. وبلسان الحُسن والتحسين.. والجمال المنعكس الحزين.. والعشق الصادق.. والانجذاب والجذبة.. وظليّة الاكوان.. وبلسان التصرف لمصالح.. والتبديل لفوائد.. والتحويل لحِكَم.. والتغيير لغايات.. والتنظيم لكمالات.. وبألسنة إمكانها وحدوثها.. واحتياجاتها وافتقاراتها.. وفقرها.. وضعفها.. وموتها.. وجهلها.. وفنائها.. وتغيرها.. وعباداتها..وتسبيحاتها.. ودعواتها.. والتجاآتها..
فالكائنات - مركباتها واجزاؤها - بكل هذه الألسنة شاهدات على وجوب وجود خالقها القديم القدير.. ودالات على اوصاف كماله - كالدوائر المتداخلة المتحدة المركز - شاهدات على وحدانيته تعالى.. وذاكرات تاليات لاسمائه الحسنى.. ومسبّحات بحمده تعالى.. ومفسّرات لآيات القرآن الحكيم.. ومصدقات لاخبارات سيد المرسلين.. ومولّدات لحدس صادق منظّم(1) الى نور الاسلام، المنظم الى التسليم لطور النبوة، المنظّم لنور الايمان بواجب الوجود الواحد الاحد. فإجماع الكائنات بكل ألسنتها تحت أمر الكلام القديم، ورياسة سيد الانام والمرسلين.. قائلات ناطقات: ﴿الله لا إله الاّ هُو الحيّ القيّوم﴾(البقرة:255).
فاستمع تفصيل هذه الفقرات المذكورة:(2)
 (1،2) اذ ما يتراءى ويتظاهر في الكائنات مجموعاً واجزاءاً من نوع (التنظيمات) المتلاحظة والنظامات المتناظرة و (الموازنات) المتساندة، الدالة على وجوب وجود مَن هذه الكائنات في تصرف قبضَتي (نظامه وميزانه) والشاهدة بالتلاحظ والتناظر والتساند على ان المقنن والاستاذ والنظّام واحد.. يفتحان مَنفذاً نظاراً الى المطلوب:

------------------------

(1) نظّم الشئ الى الشئ : ضمه والّفه.
(2) وضعنا ارقاماً امام الفقرات تسهيلاً للقارئ الكريم.

لايوجد صوت