ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | قطرة | 85
(80-146)

المؤيد بالدلائل العقلية باتفاق العقلاء الكاملين.. المصدّق بشهادة الفطرة السليمة عن الامراض باطمئنان الوجدان.. المعجزة الابدية بالمشاهدة.. لسان الغيب يشهد في عالم الشهادة شهادات مكررة جازمة بـ: ﴿فاعلم أنه لا إله الاّ الله﴾(محمد:19) الذي دل على وجوب وجوده ودل على اوصاف جلاله وجماله وكماله، وشهد على وحدانيته:
العالمُ، اي هذا الكتاب الكبير بجميع ابوابه وفصوله وصُحفه وسطوره وجُمله وحروفه، وهذا الانسان الكبير بجميع اعضائه وجوارحه وحجيراته وذراته واوصافه واحواله. اي هذه الكائنات بجميع انواع العوالم تقول: لا إله الاّ الله.. وبأركان تلك العوالم: لاَ خالِق الاّ هو.. وباعضاء تلك الاركان: لاصانع الاّ هو.. وباجزاء تلك الاعضاء، لامدبّر الاّ هو.. وبجزئيات تلك الاجزاء: لامُربّيَ الاّ هو.. وبحجيرات تلك الجزئيات: لامتصرف الاّ هو.. وبذرات تلك الحجيرات: لا خالِقَ الاّ هو.. وبأثير تلك الذرات: لا إله الاّ هو.. فتشهد الكائنات على انه هو الواجب الوجود الواحد الاحد بجميع انواعها واركانها واعضائها واجزائها وجزئياتها وحجيراتها وذراتها واثيرها، افراداً وتركيباً متصاعداً بتركيبات منتظمة رافعاتٍ اعلامَ الشهادة على وجوب وجود الصانع الازلي.. ومتنازلاً بنقوش غريبة، شاهدات على وجوب وجود النقاش الازلي.. والكائنات كل واحد من مركباتها واجزائها تشهد بخمس وخمسين لساناً بانه واجب الوجود الواحد الاحد..
سيجئ تفصيل تلك الالسنة. اما إجمالها فهي:
تنادي بألسنة افرادها وتركيباتها المنتظمة.. وفقرها وحاجاتها المقضية.. واحوالها المنتظمة.. وصورها المكملة العجيبة اللائقة.. ونقوشها المزينة الغريبة الفائقة.. وحِكَمها العالية.. وفوائدها الغالية.. وبتخالفاتها الخارقة المتلاحظة.. وتماثلاتها المنتظمة المتناظرة.. وبألسنة نظامها وموازنتها جزءاً وكلاً.. وبانتظامها واطرادها.. وباتقان الصنعة الشعورية وكمالها في كل شئ.. وبتجاوب المتخالفات

لايوجد صوت