ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل القطرة | 154
(147-156)

فالنواة المأذونة من طرف فالق الحَبّ والنوى، تتضمن وتَسَعُ كلَّ ما تحتاج اليه النخلةُ الباسقة، ولاتسعُهُ (فابريقات) تسَع قريةً..
اعلم! ان الفرق بين طريقي في (قطرة) المستفادة من القرآن؛ وطريق اهل النظر والفلاسفة، هو اني احفر اينما كنتُ، فيخرج الماءُ، وهم تشبثوا بوضعِ ميازيب وانابيب لمجئ الماء من طرفِ العالَم ويُسلسِلونَ سلاسل وسلالمَ الى مافوق العَرش لجلب ماء الحياة، فيلزم عليهم بسبب قبول السبب وضع ملايين من حفظة البراهين في تلك الطريق الطويلة لحفظها من تخريب شياطين الاوهام. واما ما علَّمنا القرآنُ فما هو الاّ ان اُعطينا مثلَ (عصا موسى) اينما كنتُ - ولو على الصخرة - اضربُ عصاي فينفجر ماءُ الحياة، ولا احتاج الى السفر الطويل الى خارج العالم، وتعهّد الانابيب الطويلة من الانثلام والانكسار..
رمز
(اي واه) وااسفاً!. إن وجودَ النفس عمى في عينها، بل عينُ عُميها، ولو بقي من الوجود مقدارُ جناحِ الذباب يصيرُ حجاباً يمنع رؤيتها شمسَ الحقيقة. فقد شاهدتُ ان النفسَ بسبب الوجود ترى على صخرةٍ صغيرةٍ في قلعة عظيمة مرصوصةٍ من البراهين القاطعة ضعفاً ورخاوةً، فتنكر وجود القلعة بتمامها. فقس من هنا درجة جهلها الناشئ من رؤيتها لوجودها..
رمز
اعلم! يا انا قد علمتَ انه ما في يدك منك من الاُلوف، الاّ جزءٌ مشكوك. فأبنِ على ذلك الجزء الاختياري الضعيف مايطيق حملَه. ولاتحمل على الشعرة الشعورية الصخورَ العظيمة، ولاتحمل على ماليس إليك، الاّ باذن مالِكهِ.
فاذا تكلمتَ بحسابكَ - بالغفلة - فلا تتجاوز عن حدك، وميدان جولانك شعرة فقط.

لايوجد صوت