ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل القطرة | 153
(147-156)

كالنعامة (ابل الطير) اذا قيل له: طِرْ يقول: انا ابل.. اذا قيل له: احمل الحمل. يقول: انا طير! فهذه الدسيسة الشيطانية هي التي صيَّرت الكافر والفاسقَ مسعودين ظاهراً في الحياة الدنيوية بالنسبة الى الكافر المطلق والمؤمن الخالص..
رمز
اعلم! ان النفس لاتريد ان تعترفَ وتتصور صُدور ما هو اصغر او اقلُ قيمةً منها من يدِ قدرةِ الخالق، لتحافظ على دائرة ربوبية نفسها، فتعطي للخالق مافوقَها، وتتغافل عما تحتها. فما دامت لم تر نفسَها اصغر الاشياء او لاشئ، لاتخلَص من ميل نوعِ تعطيلٍ(1) او شرك خفي.
رمز
اعلم! ان النفس بسبب تكاسلها في وظيفتها، تريد أن لايكون عليها رقيب فتحب التستر. فتلاحظ عدم المالك مكرراً، فتعتقد حريتها؛ فأولاً تتمنى، ثم تترجى، ثم تلاحظ، ثم تتصور، ثم تعتقد العدَم. ثم تمرُق من الدين!.. ولو استشعرت بما تحت الحرية والراحة وعدم المسؤولية من الاهوال المدهشة المحرقة واليُتم الحزين الأليم؛ لما مالتْ أدنى ميلٍ، بل لفرّتْ وتبرأت وتابت أو ماتت.
رمز
اعلم! ان الاشياء تتفاوت بتفاوت مدار الاستناد. مثلاً: ان النفر المستند بسلطانٍ عظيم يفعل ما لا يقتدر عليه (شاه)(1) عظيم، فالنفر يزيد بسبعِ مراتب على من زاد عليه بسبعين مراتب. فالبعوضة المأمورة من طرف القدرة الازلية تغلب نمرود النماريد المتمرّدة.

------------------------

(1) اي انكار صفات الخالق.
(1) رتبة عظيمة قريبة من السلطان.

لايوجد صوت