ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل القطرة | 152
(147-156)

اعلم! ان وجودك كالبندقة الميرية(1) او الفرس الميري في يد عسكر. كما ان العكسر مكلّف بتعهد بندقته وفرسه السلطانيَين، كذلك انت مكلف بحفظ امانتك وتعهدها..
اعلم! ان السائق لهذا القول، اني رأيت نفسي مغرورة بمحاسنها. فقلتُ: لاتملكين شيئاً!. فقالت: فاذاً لااهتم بما ليس لي من البدن.. فقلت: لابد ان لاتكوني اقل من الذباب.. فان شئتِ شاهداً فانظري الى هذا الذباب، كيفَ ينظِّفُ جناحَيهِ برجليهِ ويمسحُ عينيه ورأسه بيديه! سبحان من ألهَمَه هذا، وصيّره استاذاً لي وأفحمَ به نفسي!.
رمز
اعلم! ان من المزالق للاقدام: خلطُ احكامِ الاسم (الباطن) بأحكام الاسم (الظاهر) وسؤالها منه.. ولوازم (القدرة) بلوازم (الحكمة) وطلب رؤيتها فيها.. ومقتضيات دائرة (الاسباب) بمقتضيات دائرة (الاعتقاد والتوحيد) وطلبها منها.. وتعلقات (القدرة) بجلوات (الوجود) او تجليات سائر الصفات، وملاحظة نواميسها وحِكمها فيها.. مثلاً: وجودُك هنا تدريجي، ووجودك في المرايا البرزخية دفعيّ آني؛ لتمايز الصفات الالهية في التعلقات.. وللفرق بين الايجاد والتجلي.
رمز
اعلم! ان الاسلامية رحمة عامة، حتى ان الكفار سعادةَ حياتهم الدنيوية وعدَم انقلاب لذائذهم الى الآلام الأليمة، سببُها الاسلامية!.. اذ الاسلامية قَلَبت الجحود والكفر المطلق، والانكار المحض المتضمنين لليأس الاليم، والالم الشديد الى الشك والتردد. فالكافر بسبب تولّد احتمال الحياة الابدية في ذهنه بصيحةِ القرآن يستريحُ من الألم المنغِّص، وبعدم اليقين يستريح من الكلفة اللازمة للديانة. فهو

----------------------

(1) أي التي تملكها الدولة

لايوجد صوت