ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل القطرة | 149
(147-156)

رمز
اعلم! ان في النفس عقدة مغلقةً مدهشةً تُصيّرُ الضدَّ مولِّدَ الضّدِ، وترى ماعليها كأنه لها.
مثلاً: ان الشمس تصل يدُها إليك تمسحُ او تضربُ وجهكَ، ولاتصل يدُك اليها ولايؤثر (كيفُك)(2) فيها. فهي قريبةٌ اليك، بعيدة منك!.. فكما ان جعل وجه البُعديّة دليلاً على عدم تأثيرها فيك، ووجه القُربية دليلاً على تأثرها منك، جهلٌ.. كذلك نظرُ النفس - بعين الهوى والانانية - الى خالقها القريب اليها، البعيد منها سببُ ضلالتها.
وكذا ترى النفسُ عظمة المكافأة، فمن شدة الحرص تقول: ليت، وانّى، وهيهات. وتسمع دهشة المجازاة، فمن شدة الخوف تتسلى بالتعامي والإنكار.
فيا ايتها النقطة السوداء الحمقاء(1) ان افعاله تعالى انما تليق به وتنظر اليه تعالى، لا بكَ ولا الى حَوصلتِكَ الضيقة، ولا بنَى هندسةَ الكائنات على هَوَسِك، ولا أشهَدَك خَلقها. ولقد صدق الامام الرباني في قوله: (لايحمل عطايا المَلِك الاّ مطاياه) .
رمز
اعلم! ان مَن يُزَيِّن رأسكَ ويُحسنه، ويعلّق به زينةَ البصر؛ أبصرُ بك منك. فالصانعُ الذي زيّن رأسك بفصّي العينين، وصَدَفي الاُذنين، وعلّق مرجان اللسان في مغارة وجهك - يتلقلق - لهو أبصر بك منك، واقربُ اليك منك، واشفقُ عليك منك، واسمع لك منك..
رمز
اعلم! ان الدعاء لاسيما من المضطرين، له تأثير عظيم، يسخَّر بسببه اقوى الاشياء واعظمها لأضعفِ الاشياء واصغرها، كسكوتِ

----------------------------

(1) حيث يقولون جميعاً : الحمد لله ، مثله.

لايوجد صوت