ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل القطرة | 150
(147-156)

غضب البحر لأجل معصومٍ على لوحٍ منكسر دعا بقلبٍ منكسر؛ فيدلّ على ان المجيبَ يحكم على الكل فهو ربُّ الكل.
رمز
اعلم! ان من اهم مرض ضلالة النفس؛ طلبُ شوكةِ الكلِ من الجزء، وحِشمةِ السلطان من نَفَر، فاذا لم تجده فيه تَردُّه. مثلاً: تطلب تمامَ تجليات الشمس في تمثالها المرتسِم في حباب، فاذا لم تجد بالتمام تَنكرُ أنه منها.
ايتها النفس!. وحدةُ الشمس لاتستلزم وحدة التجليات، وان الدلالة لاتستلزم التضمن، وان ما يصفُ لايلزم ان يتَّصف؛ فالذرةُ الشفافة تصفُ الشمسَ، والنحلة تصف الصانعَ الحكيم.
رمز
اعلم! ان الذهاب في طريق الكفر كالذهاب في الجَمَد بل تحت التراب بل الحديد، مع دفع الدافعة، مشكلٌ عسير على من توجَّه اليه قصداً وبالذات. وهذا الاشكال يستتر تحت النظر التَبعي.
وفي سبيل الايمان كالذهاب في الماء بل الهواء بل الضياء، مع جذبة الجاذبة، سهلٌ يسير للموفَّق.
مثلا: تريد ان تقابل الشمسُ جهاتك الستة، فإما ان تتحول انت بلا كُلفة فيحصل المقصود، واما ان تكلف الشمسَ قطع مسافةٍ مدهشةٍ لمقصد جزئي. فالاول: مثال التوحيد سهولةً. والثاني: مثال الشرك إشكالاً، هكذا شاهدتُ. وبرهان هذا الرمز في (قطرة) .
فان قلت: فكيف يُقبل الكفر مع هذا الاشكال ويُترك الايمان مع هذه السهولة؟..
قيل لك: ان الكفر لايُقبل قصداً، بل يُزلَق بسوء الهوى ويسقط فيه ويتلوث به. واما الايمان فيُقصد فيقبَل ويُوضع في القلب.

لايوجد صوت