ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 158
(157-192)

الحَمدُ لله ربّ العالَمينَ
والصَلاةُ والسَّلامُ على سيّد المُرسلينَ. وعلى آلهِ وَصَحبهِ أجمَعين
اعلم! ايها المؤمن المصلي الذاكر، اذا قلت: (اشهدُ أن لا إلهَ الاّ الله) او (محمدٌ رسولُ الله) او (الحمد لله) .. مثلاً: حكمتَ بحكمٍ، ادّعيتَ دعوى، واعلنت اعتقاداً، يشهد لك في دعواك في آن تلفظك ملايين، وقبلك ملايين ملايين من المؤمنين المتكلمين بما تكلمت به؛ كأنهم يصدّقونك.. وكذا يؤيدك في دعواك، ويُثبت حكمَك ويزكّي شهداءك، كلُّ ماقام على صدق الاسلامية، وكلُّ ماأثبت حُكماً من أحكامها، وكلُّ ما استند عليه جزءٌ من اجزاء قصر الاسلام من الشواهد والبراهين ومسامير الدلائل.. وكذا اندمج في ملفوظك وتوضَّعَ عليه امرٌ عظيم، ويُمنٌ جسيمٌ من الفيوضات والبركات القدسية.. وكذا اتصل بملفوظك واحاطَ به معنىً جاذب، وروحٌ جالب من شرارات جَذَبات توجهات جمهور المؤمنين، ومن رشاشات رشحات رشفات قلوب الموحّدين الشاربين ماء الحياة من عيون تلك الكلمات المباركة..
اعلم! انه قد تقرر في الاصول: ان المثبت يرجَّح على النافي. وسرّه: ان النفي ينحصر في موضعه، والاثباتُ يتعدى. ولو نفى الفٌ، واثبته الفٌ كان كلٌ من المثبتين كألفٍ. بسرّ: انه اذا رأى واحدٌ الشمسَ من مشكاةٍ، وآخر من اخرى، وهكذا؛ فكلٌ يؤيد كُلاً، لاتحاد المرئي والمشهود مع تعدد المناظر.. واذا لم يره واحدٌ لعدم المشكاة، وآخر لضعف البصر، وآخر لعدم النظر، وهكذا.. فقوةُ كلٍ في نفسهِ فقط. والانتفاءُ عنده، لايدل على الانتفاء في نفس الامر، فلا يؤيد احدٌ احداً لاختلاف الاسباب مع تعدد المدَّعى؛ لان الانتفاء مقيّدٌ عند النافي بـ(عندي) مثلا.

لايوجد صوت