ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 161
(157-192)

لاينحبسَ عليه ذهنهُ، بل ليرفع رأسه بسرعة وفي كل مرة منه الى ماترقى وتصاعد اليه الآن مما لايدرك منتهاه.
وكذا ان ممّا يشط النظر لاسيما نظر المتحري الشاك، انه لايفرق بين المصدرية والمظهرية، بين المنبعية والمعكسية، وبين المعنى الاسمي والحرفي، وبين الذاتي والتجلّي. فكونه عليه السلام عبداً محضاً، واعبدَ خلق الله لله؛ يستلزم ان يُنظر اليه بانه مَظهرٌومَعكَسٌ لتجلياته تعالى. وكل ما فيه من الكمالات من فيضه تعالى.
نعم! قد ذكرنا مراراً ان الذرة لاتسع مصدرية ولو رأس ذبابة، ولكن تسع مظهرية ولو نجوم سمــوات. ونظر الغفلة ينظر اولاً وبالذات الى الذاتي الاسمي والمصدرية، فيتوهم الصنعة الالهية طبيعة طاغوتية..
اعلم! ان الدعاء انموذج لأسرار التوحيد والعبادة؛ اذ الداعي في نفسه خُفيةً، لابد ان يعتقد سماع المدعو لهواجسَ نفسه وقدرته على تحصيل مطلبه، فيستلزم هذا الاعتقاد، اعتقادَ أن المدعو عليمٌ بكلِ شئ، وقديرٌ على كل شئ.
اعلم! انه كما يمكن دخول هذه الشمس - سراج العالم - في عين الذباب بالتجلي فتتنور، ولايمكن دخول شرارة من كبريتٍ في عينها بالأصالة، بل لو دخلتْ لانطفت العين.. كذلك يمكن بل يجب مظهرية كل ذرة لتجليات اسماء شمس الأزل، ولايمكن بل يمتنع ان تكون ذرةٌ مصدراً وظرفاً لمؤثر حقيقي، ولو كان اصغر واقل من الذرة.
اعلم! يا (انا) المتمرد المغرور المتكبر، انظر الى درجة ضعفك وعجزك وفقرك ومسكنتك!.. اذ يبارِزك ويصارعك - فتخرّ صعقاً - الحُوَينُ الذي لايُرى الاّبتكبيره مرات ودرجات..
اعلم! ومن صُغر الانسان انه يجول في خردلة حافظته، وتصير تلك الخردلة عليه كصحراءٍ عظيمة يسري دائماً ولايقطعها الى

لايوجد صوت