ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 163
(157-192)

جعلُ الانسان مظهراً لأنواع اللذائذ ولأقسام النِعَم ولأصناف الكمال - لاسيما في الآخرة - إن سلكَ في سبيل العبودية.. وكذا جعله محلاً لأنواع الآلام ولأشكال العذاب ولأقسام النقم، ان ضلَّ في طريق الأنانية. فألمُ وَجَع السنِ غيرُ ألم وجع الأذن. ولذةُ العينِ غير لذة اللسان، واللمس والخيال والعقل والقلب وهكذا..
اعلم! ان كثرة فوائد عدم تعين الآجال؛ دليل نيِّر على تعيُّنها في علم الباري، ولو تعينت لَتوهِّمَ عدمُ تعيُّنها من جهة العلم بتوهم تفويض تَعيّنها على القانون الفطري، واذ لم تتعين فيما بين الحدين المعيّنين؛ لاحقّ للوَهم ان يدّعي عدمَ التعيّن..
اعلم! ان الذكرمن شأنه ان يكون من الشعائر، والشعائر ارفع من ان تنالها ايدي الرياء..
اعلم! ان تكرار كلمة التوحيد؛ لتجريد القلب من انواع العلاقات، وطبقات المعبودات الباطلة، ولأن في الذاكر أنواعاً من لطائف وطبقاتٍ من حواس؛ لكلٍّ توحيدٌ وتجريدٌ من الشرك المناسب له..
اعلم! ان الفاتحة المقروءة، مثلاً؛ لاتفاوتَ بين إهداء مثل ثوابها لواحدٍ، ولألوفٍ، او لملايين، كمثل الكلمة الملفوظة، سواءٌ في استماعها الفردُ والالوفُ، لسرٍ لطيف في سرعة التناسل والاستنساخ في اللّطيف.. ولرمزٍ شريفٍ في التكثر مع الوحدة في النوراني، كمصباح قابله مرآة فردٍ، او ألوف من المرايا..
اعلم! ان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام كاجابة دعوة المنعم الذي افاضَ فيضه، وبسطَ مائدة انعامه على مقام صاحب

لايوجد صوت