ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 164
(157-192)

المعراج. واذا وصف المصلّي النبيَ بصفةٍ، لابد ان يتأمل في مناط تلك الصفة ليشتاق المصلي لتصليةٍ جديدة(1).
اعلم! ايها العالم الديني!. لاتحزن على عدم الرغبة في عملك وقلّة اجرتك؛ اذ المكافأة الدنيوية تنظر الى جهة الاحتياج، لا الى درجة القيمة الذاتية، اذ جهة المزية الذاتية ناظرة الى المكافأة الاخروية، لايجوز لك ان تشتري بها ثمناً قليلاً من متاع الغرور(2).
اعلم! ايها المحرّر والخطيب العمومي بلسان الجريدة! لك ان تتواضع وتهضم نفسك وتعلن قصورك تندماً. ولاحقّ لك ان تتمرد وبالتجاهر بما يضاد شعائر الاسلام. فاين جاز لك، ومَن وكّلَكَ، وبأيّ حقّ تتجاسر على اعلان القصور الديني(3)، بل اشاعة الضلالة بحساب الملة وباسم الامة، وتظن الملة على قلبك الضال؟!(4).. فلا يجوز لأحدٍ - فضوليا - ان يهضم نفسَ غيره حتى نفسَ أخيه. فمن اين جاز لك ان تزيِّفَ عامة الملة الاسلامية باساءة الظن بهم بإعراضهم عن الشعائر الاسلامية.. ولاريب ان نشر ما لايقبله جمهور المؤمنين في الجرائد العمومية من المستحدثات دعوةٌ الى الضلالة، فناشرها داعٍ الى الضلالة، فلا يُجاب بالضرب على فمه فقط، بل يُعنّف بالأخذ على يده..
اعلم! ان الكفار لاسيما الاوربائيون ولاسيما شياطين في انكلترة واباليس الفرنك(5)، اعداءٌ الدّاء، وخصماء معاندون ابداً للمسلمين واهل القرآن.. بسر: ان القرآن حَكَم على مُنكر القرآن والاسلام وعلى آبائهم واجدادهم بالاعدام الابدي، فهم محكومون بالاعدام ابداً، والحبس في جهنم سرمداً بنصوص ذلك القرآن الحكيم. فيا اهل القرآن

------------------------

(1) اي : بتكرار الصلوات عليه.
(2) ادّخر مزاياك الخاصة للثواب الاخروي ولا تصرفها في متاع الدنيا التي لا تساوي شيئاً (ت:80).
(3) اي : اشاعة شبهات باطلة حول الدين (ت:80).
(4) فتحسب الامة جميعاً ضالين مثلك (ت:80).
(5) اي الافرنج الذي اطلق على الفرنسيين اولاً ثم شمل الاوربيين.وفي (ط1) امريقا

لايوجد صوت