مثلاً: لايتيسر لك فرضُ النواة التي انقلبت شجرة التفاح نواةَ حنظلةٍ، الاّ بتوهمها اياها، او تبديل كل ما اثمرت من التفاحات حنظلات وهو محال.
النبوة نواةٌ، انبتت شجرةَ الاسلامية بازاهيرها وثمراتها، والقرآنُ شمسٌ اثمرت سياراتِ اركان الاسلامية الاحد عشر..(1)
اعلم!(1) انه كما ان مَن يرى قشر بيضة انقشعت عن طير همائي(2) تكمَّل وطار في السمآء، ثم يتحرى ما يسمع من كمالاتِ ذلك الطير الطائر في فضاء العالَم(3) في تلك القشرة اليابسة، لابد ان يغالط نفسه، او يكذّب(4). وكذا لو نظر الى فلقتَي نواةٍ انكشفت عن شجرةٍ تكمّلت وأثمرت، ومددت اغصانها في جو السماء، ثم تحرّى ما قرع سمعه من عظمتها وثمراتها وازهارها في تلك القشرة المطروحة في التراب، لابد ان يتبلّه او ينكر..
كذلك ان مَن نظر الى صورة ما نقله التواريخ من مبادي ظهور نبيّنا عليه الصلاة والسلام نَظراً مادياً وسطحياً وصورياً، لايتيسر له دركهُ وتقديرُ قيمته ومعرفة شخصيته المعنوية؛ بل لابد ان ينظر الى ما نقله التواريخ والسِير بنظر قشر رقيقٍ، انشقَّ عن قَمري - كقمر - في جو الملكوت. ويرى مايرى من لوازم البشرية، والاحوال الصورية كقشر نواة انكشفت منها شجرة طوبى المحمدية، التي تُسقى بماء الفيض الإلهي، وتنمو بامداد الفضل الرباني على مرّ الدهور. فكلما مرّ على سمعه شئٌ من الاحوال الصورية والمبدئية، فلابد ان
----------------------
(1) اي: الاركان الخمسة للاسلام والستة للايمان. أفتبقى شبهة في البذرة بعد مشاهدة ثمراتها اليانعة ؟ حاش وكلا (ت: 78).
(1) هذه المسألة موضحة في الاساس السادس من الاشارة الرابعة لرسالة (المعجزات الاحمدية) - المكتوبات.
(2) طير في غاية الجمال كالطاووس (ت: 78).
(3) اي ان شهرته وكمالاته اطبقت الآفاق (ت: 78).
(4) حيث لا يرى ما يسمعه في القشرة ( ت: 78).