ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 190
(157-192)

أما القيام بعمل سلبي فليس الاسلام بحاجة اليه، كفاه ماتعرض له من جروح ومصائب.
تاسعاً: ان الذين يولونكم الحب قلباً ولساناً، ويثمنون خدماتكم وانتصاراتكم في (حرب الاستقلال) هذه، هم جمهور المؤمنين، وبخاصة طبقة العوام، وهم المسلمون الصادقون. فهم يحبونكم بجد، ويعتزون بكم بصدق، ويساندونكم باخلاص، ويقدّرون تضحياتكم، ويمدّونكم بأضخم ماتنبه لديهم من قوة. وانتم بدوركم ينبغي لكم الاتصال بهم والاستناد اليهم اتباعاً لأوامر القرآن الكريم ولأجل مصلحة الاسلام، والاّ فان تفضيل المتجردين من الاسلام والمبتوتي الصلة بالامة من مقلدي اوربا المعجبين بها، وترجيحهم على عامة المسلمين منافٍ كلياً لمصلحة الاسلام؛ وسيولي العالم الاسلامي وجهه الى جهة اخرى طلباً للمساعدة والعون.
عاشراً: ان كان في طريق تسعة احتمالات للهلاك، واحتمال واحد فقط للنجاة، فلا يسلكها الاّ مجنون طائش لايبالي بحياته.. ففي اداء الفرائض الدينية نجاة بتسع وتسعين بالمائة، علما انه لايستغرق - هذا الاداء - الاّ ساعة واحدة في اليوم، مقابل ما قد يمكن ان يكون احتمال ضرر واحد فقط يصيب الدنيا ومن حيث الغفلة والكسل. بينما اهمال الفرائض وتركها فيه احتمال تسع وتسعين بالمائة من الضرر مقابل واحد بالمائة من احتمال النجاة من حيث الغفلة والضلالة.. فياترى ايّ مسوّغٍ وايّ مبرر يمكن ابتداعه في ترك الفرائض الذي يصيب ضرره الدين والدنيا معاً؟ وكيف تسمح حمية الفرد ونخوته بذلك التهاون؟
ان تصرفات هذه القافلة المجاهدة من أعضاء هذا المجلس العالي بالغة الأهمية، إذ إنها سوف تُقلّد.. فالامة إما أنها تقلّد أخطاءهم او تنتقدها، وكلاهما ملئ بالاضرار والاخطار. اي أن تمسكهم بحقوق الله وتوجههم لأداء الفرائض يتضمن حقوق العباد ايضاً.

لايوجد صوت