ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 189
(157-192)

ونبهتموه، فامنحوهم نهجاً ينسجم مع فطرته. والاّ ستذهب مساعيكم هباءاً منثوراً، أو تظل سطحية موقتة.
سادساً: ان خصومكم واعداء الاسلام الأفرنج - ولاسيما الانكليز - قد استغلوا ولايزالون يستغلون اهمالكم امور الدين، حتى استطيع ان اقول: ان الذين يستغلون تهاونكم هذا يضرون بالاسلام بمثل مايضرّ به اعداؤكم - اليونان - فينبغي لكم باسم مصلحة الاسلام وسلامة الأمة تحويل هذا الاهمال الى أعمال. ولقد تبيّن لكم كيف لاقى زعماء الاتحاد والترقي نفوراً وازدراءً من الامة في الداخل رغم مابذلوه من تضحية وفداء وعزم واقدام حتى كانوا سبباً - الى حدٍ ما - في هذه اليقظة الاسلامية، وذلك لعدم اكتراث قسم منهم بالدين وبشعائره، بينما المسلمون في الخارج قد منحوهم التقدير والاحترام لعدم رؤيتهم تهاونهم واهمالهم في الدين.
سابعاً: على الرغم من تمكن عالم الكفر في الاغارة على العالم الاسلامي منذ مدة مديدة فانه لم يتغلب عليه دينياً مع جميع امكاناته وقدراته ووسائله الحضارية وفلسفته وعلمه ومبشريّه. فبقيت الفرق الضالة جميعها - في الداخل - أقلية محكومة. لذا ففي الوقت الذي حافظ الاسلام على صلابته ومتانته بأهل السنة والجماعة لن يتمكن تيار بدعي مترشح من الجانب الخبيث للحضارة الاوروبية، ان يجد سبيلاً الى صدر العالم الاسلامي. اي أن القيام بحركة انقلابية جوهرية لايمكن ان تحدث الاّ بالانقياد لدساتير الاسلام، والاّ فلا. علماً انه لم يحدث مثل هذه الحركة في السابق، ولو كانت قد حدثت فلقد تلاشت سريعاً وأفلَت.
ثامناً: ليس بالامكان القيام بعمل ايجابي بنّاء مع التهاون في الدين، حيث اقتربت الحضارة القرآنية من الظهور واوشكت الحضارة الاوربية الضالة المسؤولة عن ضعف الدين على التمزق والانهيار.

لايوجد صوت