ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 188
(157-192)

فمادمتم قد أنقذتم القرآن الكريم من إغارة العدو - بفضل الله تعالى - فعليكم اذاً الامتثال بأمره الصريح وهو الصلاة المكتوبة، كي يظل عليكم فيضهُ وتدوم انواره بمثل هذه الصورة الخارقة.
ثانياً: لقد أبهجتم العالم الاسلامي بهذا الانتصار، وكسبتم ودّهم وإقبالهم عليكم، ولكن هذا الودّ والتوجّه نحوكم انما يدومان بالتزام الشعائر الاسلامية؛ اذ يحبكم المسلمون ويودّونكم لأجل الاسلام.
ثالثاً: لقد توليتم قيادة مجاهدين وشهداء في هذا العالم وهم بمثابة اولياء صالحين، فمن شأن امثالكم من الغيارى السعيُ والجدّ لامتثال اوامر القرآن الكريم لنيل صحبة اولئك النورانيين، والتشرف برفاقتهم في ذلك العالم. وإلاّ تضطرون الى التماس العون والمدد من أبسط جندي هناك، في حين انتم قادة هنا. فهذه الدنيا بما فيها من شهرة وشرف لاتستحق ان تكون متاعاً ترضي كراماً امثالكم، ولاتكون لكم غاية المنى ومبلغ العلم.
رابعاً: ان هذه الامة الاسلامية مع أن قسماً منهم لايؤدون الصلاة. الاّ انهم يتطلعون ان يكون رؤساؤهم صالحين أتقياء حتى لو كانوا هم فسقة. بل ان اول ما يبادر اهل كردستان - الولايات الشرقية - مسؤوليهم هو سؤالهم عن صلاتهم. فان كانوا مقيمين لها، فبها ونِعمَت ويثقون بهم، والاّ فسيظل الموظف المسؤول موضع شك وارتياب رغم كونه مقتدراً في اداء واجباته. ولقد حدثت في حينه اضطرابات في عشائر (بيت الشباب) فذهبتُ لأستقصي اسبابها، فقالوا: ان كان مسؤولنا (القائمقام) لايقيم الصلاة ويشرب الخمر، فكيف نطيع أوامر أمثال هؤلاء المارقين من الدين؟ هذا علماً ان الذين قالوا هذا الكلام هم انفسهم كانوا لايؤدون الصلاة، بل كانوا قطاع طرق!.
خامساً: ان ظهور اكثر الانبياء في الشرق واغلب الفلاسفة في الغرب رمزٌ للقدر الإلـــهي بأن الذي يستنهض الشرق ويقوّمه انما هو الدين والقلب، وليس العقل والفلسفة.. فمادمتم قد أيقظتم الشرق

لايوجد صوت