ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحباب | 194
(193-206)

في (ط1)
افادة مرام
ياايها الناظر في رسائلي العربية الثمان!(1)
اني اول ماكتبتُها، ماكتبتُ الاّ لنفسي، ثم تخطرتُ ان هذه النعمة من شُكرها نشرُها، لعل ان ينتفع بها أناسٌ. ثم بعد تكرار النظر فيها تفطنت فيها سراً ترددتُ في اظهاره من زمان ، ولكن أحسّ في قلبي الآن سائقاً لإظهاره، وهو:
انه أرى مسائل تلك الرسائل وسائلَ وسلالم.. للصعود الى الزنابيل النورانية المتدليّة من عرش الرحمن التي هي الآيات الفرقانية. فما من مسألةٍ منها الاّ ويماسّ رأسُها قدمَ آيةٍ من الفرقان. فمسائلها وإن حصلت لي اول ماحصلت شهودية وحدسية وذوقية، لكن لدخولي في صحراء الجنون مع رفاقة عقلي مفتوح الجفون - فيما يغمض فيه ذوي الابصار - لفّ عقلي على عادته مارآه قلبي في مقاييسه ووزنه بموازينه واستمسكه ببراهينه.. صارت مسائل هذه الرسائل من هذه الجهة كأنها مبرهنة استدلالية.
فيمكن لمن ضلّ من جهة الفكر والعلم أن يستفيد منها مايُنجيه من مزالق الافكار الفلسفية.
بل يمكن ان يستخرج منها بالتهذيب والتنظيم والايضاح عقائد إيمانية وعلم كلام جديد في غاية القوة والرصانة لردّ ضلالات أفكار هذا الزمان.
بل يمكن لمن اختلط عقلهُ بقلبه، او إلتحق قلبهُ بعقله المتشتت في آفاق الكثرة ان يستنبط منها طريقة كسكة الحديد متينةً أمينة يسلك فيها تحت ارشاد القرآن الكريم..كيف لا، وكل ما في رسائلي من المحاسن ما هو الاّ من فيض القرآن..
ولله الحمد كان القرآن هو مرشدي واستاذي في هذا الطريق.

نعم! مَن استمسكَ به استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها.

* * *

-----------------

(1) وهى: قطرة وذيلها، ذرة، شمة، حبة وذيلها، حباب وذيله، ويلحق بها: نقطة وشعاعات ولمعات.

لايوجد صوت