ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحباب | 197
(193-206)

اعلم! ان تضمين كلِّ سورةٍ سورةٍ من القرآن مجمل ما في كل القرآن وسائر السور من المقاصد واهم القصص، لأجل ان لايحرمَ من يقرأ سورة فقط عما أُنزلَ له التنزيل؛ اذ في المكلفين الامّيُ او الغبيُّ، ومَن لايتيسر له الاّ قراءة سورةٍ قصيرة فقط، فمِن هذه اللمعة الاعجازية تصير السورةُ قرآناً تاماً لمن قرأها..
اعلم! ان الواحد المتصرف في الكثير لايلزم ان يكون مباشراً مخالطاً متداخلاً فيما بينهم؛ لاسيما اذا كان مباين الماهية، ولاسيما اذا كان غير مادي ولا ممكنٍ، بخلاف الكثير. والفاعلُ الكثير - كفعل الامير في النفرات - يحصل بالارادة والامر بدون الاختلاط والمعالجة. ولو احيلت وظائف الامارة وافاعيلها على النفرات، لَزِمت المباشرة الذاتية والمعالجة، او انقلاب النفرات الى ماهية الامير. فالحق سبحانه مع غاية تقدّسه وتنزّهه وعلوّه وعظمته، ونهاية بُعدنا وخساستنا، يتصرف فينا كما يشاء. وهو سبحانه كالشمس قريبٌ منا.. ونحن بعيدون منه جل جلاله..
اعلم! ان الكثرة تنجر الى الوحدة بجهة صيرورة الجزء انموذج الكل، كالشجرة الى الثمرة؛ فيصيرُ الكل كالكلي، والجزء كالجزئي كضياء الشمس المنبسط في الفضاء، اذ قد تضمن كلٌّ من ذرات ذلك الضياء لتمثالٍ من تماثيل الشمس، كأن الذرات المهتزة شُميساتٌ اتصلت فصارت ضياء مثلا: ﴿ولله المَثل الأعلى﴾.. هكذا تجليات اسماء نور الانوار الازلي فتجلي اسماء الله يُرى بهذين الوجهين كلاً وكلياً..
اعلم! يامن اطمأن بالدنيا وسكن اليها!.. ان مَثَلكَ كمثل من يتدحرج ساقطاً من اعلى قصر، يتدحرج ذلك القصر في سيلٍ، يتساقط ذلك السيل من أعالي جبل، يتدحرج ذلك الجبل متنازلاً بالزلزلة الى اعماق الارض.. اذ قصر الحياة ينهدم، وطائر العمر يمرّ كالبرق اوشك ان يبيّضك في وكر القبر، وسيلُ الزمان تسرع دواليبهُ بدرجة تُدهش العقول، وسفينة الارض تمر مرّ السحاب. فمن كان في

لايوجد صوت