ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحباب | 200
(193-206)

(الوحدةُ في كل شئ) من ذرات حجيرة من عينك، الى وحدة العالم.
و(الاتقان الاكمل في كل شئ) بما تَسَعه لياقة قابليته المجعولة بقلم القضاء وقالب القدر.
و(السهولة المطلقة في انشاء كل شئ وايجاده). وان السهولة المطلقة تدل على ان وجود الصانع ليس من جنس وجود المصنوع، بل لابد ان يكون اثبت وأرسخ منه بما لايتناهى.
اعلم! ان الارض تعطيكم وتبيعكم متاعها والمال الذي في يدها، رخيصاً بنهاية الرخيصية. فلو كان المتاع مالها او نسجَ الاسباب الامكانية، لما اشتريتم رمانةً فردةً بجميع ماتصرفون، لاستحصال جميع ماتأخذونه من جميع الارض بايادي اشجارها ومزارعها؛ اذ يُرى في كل حبةٍ ان صانعها اهتم بها واتقن فيها بنهاية الاتقان وغاية التزيين، وجَمعَ فيها ما جمع بشعور تام، ومهارة حكيمة، وجهّزها بلطائف اللّون والطعم والرائحة لجلب انظار المشترين. فلو لم تكن هي مصنوعةُ مَن لا كلفةَ ولا معالجةَ ولا مباشرة في صُنعه وايجاده حتى تتساوى بالنسبة الى قدرته الحبةُ والحديقةُ والفردةُ الفذةُ وكل النوعِ والذرة والشمس.. لما كان هذا هكذا بلا ريب وبالبداهة وبالحدس القطعي؛ اذ لابد ان يكون صانع هذه الحبّات العنبية والرمانية المصنوعة ظاهراً لتطمين ذوقٍ موقت وهَوَس جزئي لبعض الحشرات والحيوانات، إما مسلوب الشعور ومفقود الحس وعديم الارادة بلا علم وبلا اختيار وبلا كمال، ليكون هذا هكذا رخيصاً تافهاً مبذولاً؛ والحال ان الصنعة الشعورية المتقنة الحكيمة المختارة تكذّب هذا الفرض اشد تكذيب.. وإما واجب الوجود: قدير، مريد، عليم، حكيم، بيده ملكوت كل شئ ﴿انّمَا امرُهُ اذا أرادَ شيئاً انْ يقولَ لهُ كُنْ فيكون﴾ (يس:82) ﴿مَا خلقُكُم ولا بَعثُكم الاّ كنفسٍ واحدةٍ﴾ (لقمان:28) بالنسبة اليه. وله في كل مصنوع حِكَمٌ وغايات تنظر الى تجليات

لايوجد صوت