ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحبة | 244
(232-245)

فرداً ليتفقوا على إمداده. ولو اتفقوا ما اتفقوا الا في زمان طويل وتكلف عظيم!!
اعلم! ان من لطائف اعجاز القرآن ومن دلائل انه رحمة عامة للكافة:
انه كما ان لكلِ احد من العالم عالماً يخُصُّه، كذلك لكلٍ باعتبار مَشْرَبه من القرآن قرآن يخُصُّه ويربّيه ويُداويه.
ومن مزايا لطف ارشاده:
ان آياته مع كمال الانسجام وغاية الارتباط وتمام الاتصال بينها، يتيسرُ لكل احدٍ ان يأخذَ من السّوَر المتعددة آياتٍ متفرقة لهدايته وشفائه، كما أخذَها عمومُ اهل المشارب واهل العلوم؛ فبينما تراها أشتاتاً باعتبار المنازل والنزول، اذاً تراها قد صارت كقلادةٍ منظمةٍ إئتلفت واتصلت مع أخواتها الجديدة. فلا بالفصل من الاصلِ تنتقص، ولا بالوَصْل بالآيات الاُخر تَستوحش. فهذا السر يشير الى ان لاكثر الآيات الفرقانية مع سائر الايات مناسباتٌ دقيقة يجوز ذكرها معها واتصالها بها.
فكما أن سورة (الاخلاص) اشتملت على ثلاثين سورة بضمّ جُمَلها بعضٌ الى بعض دليلاً ونتيجةً، كما ذكر في [اللوامع](1) كذلك القرآن الكلّي الجزئي والنوع المنحصر في الشخص يشتمل بجامعية الايات للمعاني المتعددة ومناسبة الكل للكل يحتوي على الوف الوف قرآنٍ في نفس القرآن. فلكل ذي حقيقة فيه كتابٌ يخصُّه ومن اتبعه..
اللهم يامنزلَ القرآن
بحقّ القرآن
اجعلْ القرآنَ مونِساً لي في حياتي وبعد مماتي

---------------------

(1) المنشورة ملحقة بمجلد (الكلمات) .

لايوجد صوت