ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحبة | 241
(232-245)

اعلم! انك اذا استمعت القرآن فألبس لكلّ نغمةٍ من نغماتهِ المتطوّرة على الحُجُب، والمتنوعة في المراتب الارشادية، والمنصبغة بحسيات الوسائط، من جبرائيل عليه السلام الى من تسمع منه، مايناسبها.
فلك ان تَمُرّ بسمعك من القارئ في مجلسك الى الاستماع من النبيِّy الذي يقرأُه في ذروة شاهق النبوة في مجلس الارض على ابنائها من بني آدم وغيرهم.
ولك ايضاان تستمع من جبرائيلوهو يخاطب النبيَّ في الافق الاعلى (عليهماالصلاة والسلام) .
ولك ان تستمع من خلف سبعين الف حجابٍ من المتكلم الأزلي، وهو يتكلم مع النبي في قاب قوسين او ادنى. فألبسْ ان استطعتَ لكلٍّ ما يليقُ به!..
اعلم! ان ما يتعلق بك منك من الشعور والعلم، انما هو بدرجة مايرجع اليك منك، بسر: عدم الاسراف، ومناسبة السبب للمسَّبب، والقوة للعمل. ومايرجع اليك بالنسبة الى مايرجع الى مَن خَلَقَك كنسبة شعرةٍ الى حبل، وخيط الى ثوب. فنسبة علمِك وشعورك المتعلقين بك بالنسبة الى علمِه وبصره المتعلقين بك كنسبة (تنور الذباب)(1) الذي يبرق منه النور كنُجيمة بتلمعه في النهار تحت ضياء الشمس المحيط به. وانت في ظلمات الغفلة، وليل الطبيعة ترى لمعتك نجماً ثاقباً..
اعلم! ان فيما بين افعال الله تناسباً، وبين آثاره تشابهاً، وبين اسمائه تعاكساً، وبين اوصافه تداخلاً، وبين شؤوناته تمازجاً. الاّ ان لكلٍ طوراً يخصُّه، يستتبع ماسواه في طوره. فلا يُتوجّه قصداً في بيته ودائرة حُكمه الى غيره، ولايُطلب لوازم الغير منه، لأن لازم اللازم

----------------------

(2) وقد وسع الاستاذ المؤلف كلاً من الباب الثانى والباب الثالث من هذه الرسالة فاصبحا (الكلمة التاسعة والعشرين) لذا لم يدرجا ضمن رسالة (نقطة من نور معرفة الله) في هذا الكتاب.
(1) المقصود: اليراعة.

لايوجد صوت