ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحبة | 239
(232-245)

كيف انصبغت بتماثيلها السياراتُ والبحورُ والحياضُ والحبابات والقطرات والرشاشات (والشبنمات) والذرات الزجاجية، دفعةً بالسهولة والمساواةِ بين السيارات والذرات.
كذلك ﴿ولله المَثَلُ الأعْلى﴾ تصرفات شمس الازل نور الانوار في كتاب الكائنات هكذا.. يكتُب كلَّ ابوابه وفصوله وصحفه وسطوره وجمله وحروفه دفعةً بلا كُلفة كما قال: ﴿مَاخَلقُكُمْ ولا بَعثُكُمْ الاّ كَنَفْسٍ واحدةٍ﴾ (لقمان:28).. آمَنّا..
اعلم! ان من تأمل في ذرات الاشياء وسَرَيانها الى حدود، ثم توقفها عندها لفوائدٍ وثمرات، تيقّن ان عند الحدود من يأمر الذرات بـ: قفي وانثني! كما يأمر القالبُ الذهبَ الذائبَ بلسان حديد، وينهى بـ: لاتَسِل واستقر! فيما عَيَّنَتْه لك معاطفي وتلافيفي المصنوعة لحِكم.
وآمرُ الذرات ما هو الاّ علمٌ محيطٌ يتجلى ذلك العلمُ قدراً، فينعكس القدَرُ مِقداراً فينطبع المقدارُ قالباً..
............(1)
اعلم! ان القرآن كما يفسّر بعضه بعضاً، كذلك ان كتاب العالم يفسِّر بعضُ آياته بعضها. فكما ان العالم المادي يحتاج احتياجاً حقيقياً الى شمس تفيض منها عليه انوارُ نعمته تعالى، كذلك العالمُ المعنوي يحتاج ايضاً الى شمس النبوة لفيضان اضواء رحمته تعالى. فنبوةُ احمد عليه الصلاة والسلام في الظهور والوضوح والقطعية بدرجة الشمس في وسط النهار، وهل يحتاج النهارُ الى دليل؟..
---------------------

(1) في (ط1): (اعلم): ان الاسماء الحسنى ابواب متفاوتة، ووجوه مختلفة، ناظرة الى الذات، وقد تتجلى اسماء متقابلة في شئ واحد، كالمعطي والمانع والضار والنافع، فيدل على انه كما يعطي لهذا قصداً، يمنع ذلك الشئ من ذا بارادة، ويضر ذاك بما ينفع هذا. كلاهما مرادان له تعالى، ويتحدس من هنا: ان من اتصف بحقيقة اسمٍ من الاسماء يتصف بجميعها.

لايوجد صوت