ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحبة | 237
(232-245)

اعلم!(1) ان مافي المرآة كما انه (ليس عيناً ولاغيراً) فهو (عين وغيرٌ) ، فمن حيث انه مظروف ملكوت المرآة (عين) فاحكامه احكام الاصل. ومن حيث انه صفة ملك المرآة المتلألئة به (غيرٌ) ، فله اوصاف ناظرة الى المرآة، لا الى الاصل فقط. ومن الحيثيتين (لاعينٌ ولاغيرٌ) . كما ان الشئ في مرآة الذهن - من وجه انه مظروفه - معلومٌ، ومن جهة انه صفته علمٌ مع تغاير لوازمهما...
اعلم! انه لاتزاحم بين العوالم المختلفة في نوع الوجود. فان شئت فادخل في ليلة مظلمة منزلاً منوراً بالمصابيح واربع جدرانه من الزجاجة التي هي نوع مشكاةٍ للعالم المثالي.
فأولاً: ترى فيها باتصال - الحقيقي بالمثالي - منازل عديدة متنورة عمّت البلد كأنه لاظلمة بمقدار مد النظر..
وثانياً: تراك تتصرف بالتغيير والتبديل بكمال السهولة في تلك المنازل..
وثالثاً: ترى السراج الحقيقي اقرب الى ابعد السُرُج المثالية من لصيقهِ، بل من نفسه لانه قيّومه..
ورابعاً: ترى ان حبةً من هذا الوجود تقتدر ان تقل وتحمل عالماً من ذلك الوجود.
فهذه الاحكام الاربعة تجري في مواد كثيرة حتى بين الواجب وعالم الممكنات التي وجوداتها ظلال انوار الواجب، فوجودها في مرتبة الوهم، لكن استقرّ وثَبتَ - بامره تعالى له - وجودٌ خارجي، فليس خارجياً حقيقة بالذات ولاوَهمياً محضاً ولاظلياً زائلاً بل له وجودٌ بايجاد الواجب الوجود. فتأمل..
----------------------

(1) تفصيل هذه المسألة في (الكلمة السادسة عشرة) .

لايوجد صوت