ليس بلازم الاّ بقصدٍ جديد. اذ التابع لايُستتبع، كما ان الحرف التبعي لايُحكم عليه.
فاذا نظرت من آثاره الى الجامدات فتوجّه قصداً الى القُدرة والعظمة، ويتراءى لك تجليات سائر الاسماء استطراداً وتَبَعياً.
فاذا نظرت الى الحيوانات الغير الناطقة فالبَس لها طورها، فهكذا ﴿وكل شئ عندهُ بمقدار﴾ (الرعد:8) ﴿خلق كل شئ فقدره تقديراً﴾ (الفرقان:2).
اعلم! ان (لاَحَولَ ولاَقُوّةَ الاّ بالله) ينظر الى مراتب اطوار الانسان وادوار وجوده من الذرات الى الوجود الحي، معدناً جامداً، ونباتاً نامياً، وحيواناً حساسا، وانساناً مؤمناً، ففي كل مقام من تلك المنازل، ولكل لطيفة من لطائفه آلامٌ وآمال:
فلاحول عن العدم ولا قوةَ على الوجود الاّ بالله..
لاحول عن الزوال ولا قوةَ على البقاء الاّ بالله..
لاحول عن المضار ولا قوةَ على المنافع الاّ بالله..
لاحول عن المصائب ولا قوةَ على المطالب الاّ بالله..
لاحول عن المعاصي ولا قوةَ على الطاعات الاّ بالله..
لاحول عن النقم ولا قوةَ على النعم الاّ بالله..
لاحول عن المساوئ ولا قوةَ على المحاسن الاّ بالله..
لاحول عن الآلام ولا قوةَ على الآمال الاّ بالله..
لاحول عن الظلمات الهائلة ولا قوة على الانوار المتلألئة الاّ بالله العلي العظيم.
اعلم!(1) من توكل على الله فهو حسبه:
-----------------
(1) [ان ايضاح هذا القسم الذي يخص (حسبنا الله) في اللمعة التاسعة والعشرين العربية وفي الشعاع الرابع والرجاء الرابع عشر والخامس عشر من رسالة الشيوخ] المؤلف.