ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الحبة | 243
(232-245)

﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لانه مالكنا ومالك الكل، فالكلُّ كمُلكنا إن كنّا له تعالى.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لانه الكامل المطلق والكمال محبوب لذاته، من شأنه ان يُفدى له الوجود.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لانه الجليل الجميل ذو الكمال والجلال والجمال المحبوب لذاته، فلشوق تجديد تجليات جماله نموت ضاحكين ونحيا مسرورين.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لانه الواجب الوجود الموجد لكل موجود فعلمنا بوجوب وجوده يعطينا كل الوجود، وبعدم العلم يصير في يدنا نقطة وجود يتحامل عليها أعدام هو ملء الدنيا.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾: لانه القديم الابدي الدائم الباقي ﴿كلُ شئ هالكٌ الاّ وجهه﴾ (القصص:88).
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لان الدنيا فانية والحياة زائلة.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لان بدونه يصير كلُ لذائذ الدنيا منغّصة بآلام هائلة، وبالتوجه اليه والارتباط برحمته لاتزيد اللذائذُ الزائلة الا لذة تجدّد الامثال خالصة عن آلام الزوال.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لان به انوارَ الوجود وبدونه ظُلمات الأعدام الهائلة.
﴿حَسبُنا الله ونِعمَ الوكيلُ﴾؛ لانه إن عرفناه وشكونا اليه وأرضيناه كفانا كلّ حاجاتنا الى انواع الكائنات، وأما اذا توجّهنا الى الاسباب - التي حاجاتُنا عندها في النظر الظاهري - وشكونا اليها فمعانها عمي صم لاتسمعنا ولاترانا، تتشوش علينا الامورُ وتتشتت بنا الطرقُ، كمثل مَن شكى الى سلطان فانفذ في آن، ومَن شكى الى كلّ اهلِ البلد فرداً

لايوجد صوت