ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | زهرة | 257
(255-282)

الحمد لله الحاكم الحَكَمِ الحكيمِ الازلي الذي نظَّمَ هذه الكائنات بقوانينِ عادتهِ وسنَّتهِ، وعيَّنها بدساتير قضائهِ وقدَره، وأسس بنيانَها باُصول مشيئته وحِكمته، وزيَّنها بنواميسِ عنايتهِ ورحمتهِ، ونوَّرَها بجلواتِ اسمائهِ وصفاتِه. وهو القادرُ القيومُ السرمدي الذي ما هذه الكائنات بماهياتها وهوُياتها وتمايزاتها وتزييناتها وموازينها ومحاسنها الا خطوطُ قلمِ قضائهِ وقدَره، ونقوشُ بركار عِلمه وحِكمته، وتزييناتُ يدِ بيضاء صُنعه وعنايته، وازاهيرُ رياضِ لُطفه وكرمه، وثمراتُ فيّاض رحمتهِ ونعمتهِ، ولمعاتُ تجليات جمالهِ وكمالهِ جلَّ جلالهُ؛ حمداً يزيدُ على ضرب جميع الذرات في الذرات.
فيا من بتلألؤ لمعاتِ بروقِ شروق اسمائه ظهر عجائب المخلوقات..
ويامَن تساوى بالنسبة الى قدرته الذراتُ والسياراتُ..
ويامن كتبَ على مِسطَرِ الكتاب المبين - المصدر للنظام والميزان - هذه الكائنات المتزينات:
إنّا نُقدِّمُ اليكَ بين يَدي كلِّ سُكونٍ وحركةٍ تتحرك بها ذراتُ العالم ومركباتها شهادةً:
نشهدُ ان لا اله الاّ انت وحدكَ لا شريكَ لك ونشهد أن محمّداً عبدك ورسولُك ارسلته رحمةً للعالمين.
اللّهمَ صلّ وسلّم عليه وعلى آله وصحبه بعدد جميعِ الحروفات المتشكّلة في الكلمات المتمثلة بإذنِكَ في مرايا تموجات الهواء عند قراءة كلِّ كلمةٍ من القرآن مِن كل قارئٍ من حين النزول الى يوم النشور...

لايوجد صوت