ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | زهرة | 259
(255-282)

ويفتح لمَن يسنِد منافذ الى نوع شركٍ خفي، فتأخذ الوسيلةُ حكمَ المقصود ويلبس البوابُ زيّ السلطان..
واياك اياك اذا رأيت من احدٍ فيوضاتٍ تَردُ عليك، ان تظن انه مصدرُها او منبعها. بل ما هو الاّ مظهرها ومَعكَسُها، بل يحتمل ان لايكون مصدراً ولامظهراً، بل لأجل حصر نظرك عليه تتخيل ما يُفاض عليك من مقلّبِ القلوب الى قلبك، كأنه تمثّل أولاً في مرشدك، ثم انعكس عليك. كَمَثل من يُمعن النظر في زجاجة، فيتجرد ذهنه فيجول في عالم المثال، فيشاهد غرائب فيزعمها متمثلة في الزجاجة، كلا!.(1)
اعلم!(2) يامن يستمد من الاسباب: (تنفخ في غير ضرمٍ وتستسمن ذا وَرَم)(3)
مثلاً: اذا شاهدت قصراً عجيباً يبنى من جواهر غريبة لايوجد وقت البناء بعضُ تلك الجواهر الا في الصين، وبعضها الا في فاس، وبعضها الا في اليمن، وبعضها الا في سبيريا، وهكذا.. أفلا تشهد ان ذلك القصر بناء يبنيه مَن يحكم على كرة الارض ويجلب من اطرافها ما يريد في اسرع وقت؟
وهكذا؛ كل حي بناء، وكل حيوان قصر إلهي، لاسيما ان الانسان من احسن تلك القصور، ومن اعجبها، لانه امتدت حاجاتهُ الى الابد، وانتشرت آمالهُ في اقطار السموات والارض، وشرعت روابطهُ في مابين ادوار الدنيا والآخرة. فيا هذا الانسان، لايليق بك ولايحق لك وانت تحسبك انسانا ان تدعو وتعبد الاّ مَن يَحكم على الارض والسماء ويملك ازمة الدنيا والعقبى!..

-----------------------

(1) المسألة الخامسة من المذكرة السابعة.
(2) يراجع الرمز الاول من المذكرة الرابعة عشرة.
(3) نفخت في غير ضرم... مثل يضرب لمن يصنع الشئ في غير موضعه. والضرم: النار او الحطب السريع الالتهاب، ونفخ في غير ضرم اي في مكان لا نار فيه.

لايوجد صوت