ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | زهرة | 281
(255-282)

بكمال السرعة بلا انحراف وبلا اختيار كآبائي واحبابي واقاربي واقراني الى باب القبر، بيت الوحدة والانفراد في طريق ابد الآباد للفراق الابدي من هذه الدار الفانية الهالكة باليقين، والآفلة الراحلة بالمشاهدة، ولاسيما الغدارة المكارة لمثلي ذي النفس الامارة.
فياربي الرحيم، وياربي الكريم!.
اراني عن قريب قد لبست كفني وركبت تابوتي وودعت احبابي وتوجهت الى باب قبري، فانادي في باب رحمتك:
الامان الامان ياحنان يامنان نجني من خجالة العصيان.
آه كفني على عنقي، وانا قائم عند رأس قبري، ارفع رأسي الى باب رحمتك انادي:
الامان الامان يارحمن ياحنان خلصني من ثقل حمل العصيان.
آه انا ملتف بكفني وساكن في قبري وتركني المشيعون، وانا منتظر لعفوك ورحمتك.. ومشاهد بان لاملجأ ولامنجأ الا اليك وانادي:
الامان الامان من ضيق المكان ومن وحشة العصيان ومن قبح وجه الآثام، يا رحمن يا حنان يامنان يا ديان نجني من رفاقة الذنوب والعصيان..
الـهي !.. رحمتك ملجئي ووسيلتي، واليك ارفع بثي وحزني وشكايتي..
ياخالقي الكريم، وياربي الرحيم، وياسيدي، يامولاي!
مخلوقك ومصنوعك وعبدك العاصي العاجز الغافل الجاهل العليل الذليل المسيئ المسن الشقي الآبق قد عاد بعد اربعين سنة الى بابك ملتجأ الى رحمتك، معترفاً بالذنوب والخطيئات، مبتلى بالاوهام والاسقام، متضرعاً اليك. فان تقبل وتغفر وترحم فانت لذاك اهل

لايوجد صوت