ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | زهرة | 278
(255-282)

رَطبٍ ولايابسٍ الاّ وهما داخلانِ من باب هذين البابين في الكتاب المبين. ولأجل انه لاخارج في الكون والوجود من البابين بالمشاهدة، فكل شئ داخل في ذلك الكتاب.
واما القرآن المبين الذي هو كتاب (صفة الكلام) فهو ترجمان الكتابين الغيبيّ والشهودي، القُدرتي والعلمي. وفهرستةُ البابين وفذلكة القبضتين.
ومن دساتير هذه الكتب الثلاثة الآتية من الصفات الثلاث التي هي (العلم والقدرة والكلام)؛ أنّ كلَّ حي بل كلَّ شئٍ كعسكرٍ موظفٍ وكعبدٍ مأمورٍ، انما يعمل بحساب الملِكِ المالكِ له، لابحساب نفسه ومالكيتها، ولا لِذاته وللذته، بل انما لذّته في ذات وظيفته. ومن زَعمَ انه مالكٌ فهو هالكٌ ومَن تملّك تهتّك.
اعلم! ان السموات مصنوعة من غير فطور ترونها. فصانعها اعزُّ واجلُّ واكبرُ واعظمُ من ان يتعسَّر عليه ايجادُ كل جزئيات كلِّ ما في جوفها، ومن ان يخرُج من ملكه شئٌ ما من الاشياء.. فلأجل الاشتباك التام بين جزئيات الانواع لابد ان يكون خالقُ نوعٍ واحد كالسمك والذباب مثلا، خالقُ كل الانواعِ. فله المُلكُ وله الحمد وله الخلقُ وله الامرُ وله الحُكمُ لا إله الاّ هو..
اعلم!(1) ان النبيy ونبوتَه فذلكةُ الكمال والخير، وان مسلكه والدين فهرستة السعادة والحُسن المجرد. وقد نرى في العالم كمالاً فائقاً وحقاً ناطقاً، وخيراً شاهقاً وحُسناً شارقاً، فبالضرورة يكون الحقُ والحقيقة في جانب النبي، والضلالةُ والوهم والعدم في خلافه. فإن شئت فانظر من الوف الوف محاسن العبودية التي جاء بها النبيُّ الى هذا الواحد: وهو توحيد قلوب الموحدين وجمعُ ألسنتهم في امثال صلاة العيد والجمعة والجماعة، بحيث يقابل هذا الانسانُ عظمة

------------------------

(1) تراجع المذكرة التاسعة.

لايوجد صوت