ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الزهرة | 285
(283-296)

تمام الشجرة وهي(كلّيها) فترمز بهذه الجهة الى الأحدية.. فالواحدية شاهدة الوحدة عند تجلي الاحدية في مرايا الكثرة والجزئيات.
مثلا ﴿ولله المثل الاعلى﴾ ان الضياء المحيط في النهار مثال الواحدية، وتمثال الشمس في كل ذرة شفافة وقطرةٍ وحوضٍ وبحرٍ ونجوم سيارة مثال لتجلي الاحدية.
فاذا رأيت الشمس في مرآتك بلون مرآتك، وبما تقتضيه وضعيتّها، ثم رأيتها في مرايا اخرى،فتنظر الى الضياء، فيشهد لك بالوحدة، وان لا كثرة في المتجلي، كما تتوهم. وتنشد الكثرة والمرايا:
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكلٌ الى ذاك الجمال يشير
فيُتحدس من هذه الاسرار، ان الفاطر الحكيم جلّت حكمته، ودقّت صنعته متوجهٌ بألطف قدرته وأتمّ عنايته وأكمل رحمته وأدق حكمته من العالم الى الارض، ومنها الى ذوى الحياة، ومنهم الى الانسان، ومن فرد الانسان الى قلبه، ومن نوع الانسان الى ما هو قلبُ النوع وقلبُ العالم ونواتُه التي خُلق العالمُ عليها، وثمرتُه المنوّرة التي انتهى اليها مخلوقاً لأجلها، وتمثال محبة فاطر العالم، ومثال رحمته.. وما ذلك القلب العالي الغالي المطهّر المنزّه الاّ سيدنا وسيد الأنام محمد عليه صلوات وتسليمات بعدد ثمرات شجرة العالم.
اعلم! يا من يتوهم الاسراف والعبثية في بعض الموجودات! ان كمال النظام والميزان في انشاء كل موجودٍ يطرد هذا الوهم إذ النظامُ خيط نُظم فيه الغايات المترتبة على الاجزاء الجزئية والتفاصيل الفرعية. ومن المحال ان يراعي احدٌ كلّ غايات تفاصيل قصرٍ - بدلالة انتظام بنائه - ويترك غاية المجموع، التي بها تصير الغايات الجزئية غاياتٍ.
فان شئت التحقيق فاستمع يا من له قلب شهيد وسمع حديد!: ان لكل شئ غايات دقيقة كثيرة تعود منها الى الحي القيوم المالك بمقدار

لايوجد صوت