ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الزهرة | 296
(283-296)

وقد انكشف لي الآن، ان الثواب فضل الله وفيضه، ونظر العبد لا يحيط بما يعطي من لا نهاية لتجليات فيضه لعبده الذي لا نهاية لاحتياجه في دار بقاء لا نهاية لدوامها.
فما من فيض اذا نظرت اليه من جانب الله، الاّ وفيه جهة من عدم التناهي لو وزن بجميع ما احاط به علم العبد لزاد عليه. مثلاً روي: من قرأ هذا اعطي له مثل ثواب موسى وهرون عليهما السلام.
المراد ان ما ترونه وتتصورونه بنظركم المتناهي في هذا العالم المتناهي من ثوابهما لايزيد على ثواب قراءة آية في نفس الأمر وبالنظر الى الله بشرط القبول والاخلاص.
وكذا ان التشبيه في الكمية دون الكيفية، فللقطرة المتشمسة ان تقول للبحر لا يزيد وجهك على عيني في أخذ فيض الشمس من ضيائها وألوانه.
نعم! ان الثواب ينظر الى عالم الاطلاق، وذرة من ذلك العالم تسع عالما من هذا العالم، كما تسع ذرة من زجاج عالم السماء بنجومها.
وكذا قد يتيسر لأحد فتح خزينة من رحمة بكلمة طيبة في حالةٍ قدسية، فيقيس الناس على نفسه فيعبر عن القضية الشخصية بالمطلقة الموهمة كليةً والعلم عند علام الغيوب ومقلب القلوب جل جلاله.

* * *

لايوجد صوت