عقمت.. ثم الى دائرة تجدد احساناته في تجدد الفصول والسنين ان صارت سنتك شهباء.. ثم الى دائرة ادامة احسانه حتى في عالم المثال والبرزخ بأمثال ما شاهدت في عالم الشهادة.. ثم الى دائرة انعاماته الواسعة الابدية في عالم الآخرة باشباه ما استأنست به في حديقة الارض، ثم.. و.. ثم.. وهكذا! فلا تنظر الى النعمة بالغفلة عن الإنعام حتى تحتاج الى التشفي بالبكاء، بل انظر من النعمة الى الانعام ودوامه، ومن الإنعام الى المنعم ووسعة فيضه وكمال رحمته، فاضحك شاكراً له، وبفضله فافرح.
وحتى متى تدمع عينُك ويجزع قلبُك على فراق جمال زال! فانظر الى كثرة ووسعة الدوائر المتداخلة المحيطة بما تحبه تنسيك ألم فراقه بإذاقة لذة تجدد أمثاله وترادف اشكاله. وتلك الدوائر المتفاوتة صغراً وكبراً الى اصغر من خاتمك واكبر من منطقة البروج، وزوالاً وبقاءً الى آنٍ ودقيقة والى دهر وأبدٍ؛ مظاهر ومرايا ومعاكس ومجاري لجلوات ظلال انوار جمال ذي الجلال والاكرام الازلي الابدي السرمدي القيوم الباقي المقدس عن الحدوث والزوال المنزّه عن التغير والتبدل. فلا تظنن ان مافي المرآة ملك للمرآة، كي لا تبكي على مافي المرآة بموتها وانكسارها، فارفع رأسك عن الدنيا بخفضه الى منظار قلبك لترى شمس الجمال، فتعلم ان كل مارأيت واحببت انما هو من آياته نِعَمٌ.. ومن آيات جماله انْ زيّن السماء بمصابيحها والارض بازاهيرها.. ومن آيات حُسنه ان خلق الانسان في احسن تقويم.. وان كتب العالم في ابدع ترقيم.. ومن ايات بهائه ان اشرق ارواح الانبياء ونوّر اسرارالاولياء وزيّن قلوب العارفين بانوار جماله المجرد. جلّ جلاله.
اعلم! يا انا! اراك انك لا ترى تناسباً بينك - وانت عجز مطلق وفقر مطلق، قد تضايقت عليك الحدود والقيود حتى صرت كذرة غابت في رمال الجزئيات وكنملة تراكمت عليها جبال الحادثات، وكنحلة تفاقمت عليها العاصفات - وبين من لا نهاية لقدرته وغنائه،