ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الزهرة | 291
(283-296)

والعمر ذهب ادراج الرياح.
نعم! بدونه، انقلبت العلوم اوهاماً.
واصبحت الحكم اسقاماً، والانوار ظلمات، والاحياء أمواتاً،
والاشياء اعداء.
ولمست الضر في كل شئ.
والآمال انقلبت الآماً.
والوجود هو العدم بعينه. وصار الوصال زوالاً.
والالم يعصرنى مما لابقاء فيه.
نعم! ان لم تجد الله فالاشياء كلها تعاديك؛
اذى في اذى، بل هو عين الاذى.
وان وجدت الله،
فلن تجده الاّ في ترك الاشياء.
فرأيت بذلك النور: الجنة في الدنيا،
وبدت الاموات احياء.
ورأيت الاصوات اذكاراً وتسابيح.
والاشياء مؤنسة، واللذائذ في الآلام نفسها.
والحياة اصبحت مرآة تعكس انوار الحق.
والبقاء رأيته في الفناء.
والذرات تلهج بالذكر.
يقطُر من السنتها وتتفجر من عيونها؛
شهدُ شهادة الحق].
وفي كل شئ له آية تدل على أنه واحد
اعلم!(1) يا من يتوهم اللذة والسعادة الدنيوية في الغفلة وفي عدم التقيد بالدين!

----------------------

(1) تفصيل هذا المثال في الكلمة الثالثة والعشرين.

لايوجد صوت