ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الزهرة | 289
(283-296)

ومن هذا السر يمكن التفاوت بلا نهاية بين مراتب لذائذ شخصين هما في عين جنةٍ وفي عين مكانٍ. وبشارة (المرء مع من أحب)(1) قد تجمع بين الادنى والاعلى.
اعلم! ان ما يرى عند اختلاط اشتات الاشياء وأوباشها من المشوشية المنافية للنظام والميزان، فليس مما لعب به التصادف، بل خرج من صورة النظام الى نقش الكتابة، لكن تلك الكتابة غير مقروءة بالسهولة للنظر الظاهري الامي الناظر الى معكوسها في مرآة الوهم!
ألا ترى أن تلك الاشتات لو كانت بذوراً، اذاً تنبتت، تكشفت عن نظام تام. فالجمع بينها كتابةٌ غريبة لقلم القدر.
اعلم! ان الحجة القاطعة على خاتمية النبوة الأحمدية، ايصالُها حدود الدين في كل قاعدةٍ منه الى حدٍ لا يتعقل أوسع ولا اكمل ولا اتمّ منه.
مثلاً، في مسألة التوحيد والربوبية، يقول:
﴿بيده ملكوت كل شئ﴾(يس:83) ﴿هو آخذ بناصية كل شئ﴾(هود:56) ﴿والسّموات مطويات بيمينه﴾(الزمر:67) ﴿هو الذي يصّوركم في الارحام كيف يشاء﴾(آل عمران:6) ﴿هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئٍ عليم﴾ (الحديد:3) ﴿وَمَا تَشَاؤون الاّ ان يشاء الله﴾(الانسان:30) ﴿وَنحْنُ اقرب اليه من حبل الوريد﴾(ق:16).
وكذا يحكم ذلك الدين بأن نهايات ما تنقسم اليه المادة وتنبسط وتصل اليه حدود الماديات من الجواهر الفردة والذرات واعظم ثمرات العالم من الشموس والسيارات، متساوية الاقدام كتفاً بكتف في

 

-----------------

(1) رواه البخارى في الادب 96 ومسلم برقم 2640 عن ابى موسى الاشعرى واخرجه احمد 4/392، 395، 398، 405 وابن حبان 557 .

لايوجد صوت