امتثال امر خالقها المنزّه عن صفاتها، المقدس عن حدودها ولوازماتها.
وفي مسألة الحشر والتوحيد، وصل الى مرتبة لا حد فوقها بالبداهة.
وهكذا في كل مسألة مسألة، فلا يمكن فيه الاكمالُ والاتمام بآخرِ. فحقه الابدية والدوام الى يوم القيام.
اعلم! ان قلبي قد يبكي في خلال انيناته العربية بكاءً تركياً، بتهييج المحيط الحزين التركي، فاكتب كما بكيت:
[لا اريد من كان زائلاً لا اريد
أنا فان، مَنْ كان فانياً لا اريد، أنا عاجز، من كان عاجزاً لا اريد
سلّمت روحي للرحمن، سواه لا اريد
بل اريد،
حبيباً باقياً اريد.
انا ذرة شمساً سرمداً اريد.
انا لا شئ ومن غير شئ، الموجودات كلها اريد.
* * *
لا تدعني الى الدنيا، فقد جئتها ورأيت الفساد.
اذ لما حجبت الغفلة انوار الحق،
رأيت الاشياء والدنيا اعداءً ضارين.
ذقت اللذائذ، ولكن وجدت الألم في زوالها.
أما الوجود، فقد لبسته،
آه لا تسل كم عانيت من الالم في العدم.
ان قلت الحياة، فقد رأيتها عذاباً في عذاب.
نعم، لما استتر نور الحق عني،
اذا بالعقل يتحول عقاباً، ورأيت البقاء بلاء، والكمال هباء،