ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الزهرة | 293
(283-296)

﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات﴾(البقرة:257).
يا نور النور بحق اسمك النور اخرجنا من الظلمات الى النور.. آمين..
اعلم! ايها السعيد المجنون المحزون !ان مثلك كمثل صبي أبله قعد على ساحل البحر يبكي دائما لزوال الحبابات المتشمسة. كلما زال واحد بكى عليه ظناً منه انطفاء الشُميسة المتبسمة في الحباب بزوال الحباب وتحوله، وقد يبكي لتكدر مافي الحباب وتشوهه باختلاط مواد كثيفة به، ولا يرفع رأسه حتى يتفطن لتنزّه الذات - التي هذه التماثيل جلوات انوارها المتجددة على وجه البحر وخدود الامواج وعيون القطرات - عن الزوال بزوال مرايا تجلياته، بل ليس في ما ترى زوال مؤلم ولا فراق أليم.
أما الجمال بمحاسنه وجلواته فثابت بكمال حشمته في تجدد شؤونه وتعدد مراياه.
وأما المرايا والمظاهر فتظهر لوظيفتها وهي راقصة، فاذا تمت الوظيفة استترت وهي ضاحكة.
كذلك أنت، قاعد على ساحل بحر الدنيا تتألم باكياً على افول ذوي الكمال والجمال والحسن، وعلى زوال ثمرات النعم عند انقضاء أوانها، تزعم بالغفلة ان الجمال ملكُ ذى الجمال والثمرات مال الشجرة، وتغتصبهما منهما عاصفات التصادفات فتلقيهما في ظلمات العدمات. أفلا تعقل ان من نوّر ماتحبه بنور الحسن هو الذي نوّر كل ازاهير بستان الكائنات وشوّق عليها قلوب البلابل العاشقين.
الى كم تبكي ايها المسكين على زوال ما في يدك من الثمرة! فانظر الى تواتر نِعَم فالق الحب والنوى في ابقاء شجرة تلك الثمرة.. ثم الى دائرة انعاماته في اقطار الارض من امثال تلك الشجرة ان

لايوجد صوت